أهمية علم النسب إن علم النسب علم عظيم القدر وجليل النفع إذ به يكون التعارف بين الناس وقد جعل الله تعالى جزء منه تعلمه لا يسع أحدا جهله، وجعل تعالى تعلمه فضلا فمن جهله يكون ناقص الدرجة في الفضل، وكل علم هذه صفته فهو علم فاضل لا ينكر حقه إلا جاهل أو معاند، وقد قال الله تعالى: " إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلنا كم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " - سورة الحجرات " آية (12) " فقد جعل تعارف الناس بأنسابهم غرضا له تعالى في خلقه إيانا شعوبا وقبائل.
وقد حث النبي صلى الله عليه وآله سلم على تعلمه " فيروى عنه قوله (ص) " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فان صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال، منساة في الاجل، مرضاة للرب " ويروى عنه (ص) أيضا أنه قال:
" إعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد بها إذا وصلت وان كانت بعيدة " وقال (ص) " كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي ونسبي " ومعرفة نسب آل الرسول عليهم السلام لها أهمية كبرى لوجوب إجلالهم وإعظامهم " كيف لا وهم خيرة الله التي اختارها ورفع في العباد والبلاد منارها، ومعرفة النسب فرض كفاية على المسلمين، ومن فوائد معرفته معرفة من يجب له حق في الخمس من ذوي القربى، ومعرفة من تحرم عليه الصدقة من آل محمد عليهم السلام عمن لا حق له في الخمس ولا تحرم عليه الصدقة، فمن الوهم إذن ما قيل إن علم النسب على لا ينفع وجهالته لا تضر، بل هو علم ينفع وجهلة يضر في الدنيا والآخرة.