فضيلة الشكر لله - محمد بن جعفر السامري - الصفحة ٧
أما الحمد فباللسان كما جاء في الكشاف " فهو إحدى شعب الشكر، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: " الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لم يحمده " وإنما جعله رأس الشكر لان ذكر النعمة باللسان والثناء على موليها أشيع لها، وأدل على مكانها من الاعتقاد وآداب الجوارح، لخفاء عمل القلب وما في عمل الجوارح من الاحتمال، بخلاف عمل اللسان وهو النطق الذي يفصح عن كل خفي ويجلي كل مشتبه ".
ويعقب الجرجاني على قول صاحب الكشاف إن الحمد إحدى شعب الشكر " أي باعتبار المورد (اللسان واليد والقلب) وإن كان الشكر باعتبار المتعلق إحدى شعب الايمان ": ذلك الحمد هو الثناء والنداء على الجميل من نعمة وغيرها.
تقول: حمدت الرجل على إنعامه، وحمدته على حسبه وشجاعته. كما في الكشاف. والحمد والمدح أخوان عند صاحب الكشاف، أي هما مترادفان، وقيل: أراد أنهما أخوان في الاشتقاق الكبير، ويشهد له وجهان ينقلهما الجرجاني:
الأول: أن الشائع في كتب المصنف استعمال الأخوة فيما بين لفظين يتلاقيان في الاشتقاق الكبير أو الأكبر، أما الكبير فبأن يشتركا في الحروف الأصول من غير ترتيب مع اتحاد في المعنى أو تناسب فيه كالجذب والجبذ، وكالحمد والمدح، وأما الأكبر فبأن يشتركا في أكثر تلك الحروف فقط، ويتناسبا في الباقي مع الاتحاد أو التناسب في المعنى كاله ووله، وكالفلق والفلج.
الثاني أن الحمد مخصوص بالجميل الاختياري، والمدح يعمه وغيره، يقال:
مدحت اللؤلؤة على صفائها، ولا يقال: حمتها. هذا رأي التفتازاني أي في تخريج كلام الزمخشري الذي ورد في الكشاف وفي الفائق أيضا.
ولكن الجرجاني يذهب إلى أن المدح والحمد مترادفان عند الزمخشري " إما بعدم قيد الاختيار في الحمد أو باعتبار فيهما " كما كتب أبو البقاء في كلياته.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست