نفر: زيد الخيل، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة. فقال ناس من المهاجرين والأنصار: نحن كنا أحق بهذا، فبلغه ذلك فشق عليه، فقال: " لا تأمنوني وأنا أمين ناتئ العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية محلوق الرأس، مشمر الإزار، فقال: يا رسول الله، اتق الله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويحك (1): أو لست أحق أهل الأرض بأن أتقي الله "؟ ثم أدبر، فقام خالد سيف الله فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ فقال: " لا: إنه لعله أن يصلي ". قال: إنه إن يصلي يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال: " إني لم أومر أن أشق (2) عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم ". فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقف: " إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". فقال عمارة: فحسبت أنه قال: " لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود " (3)...