مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ٢ - الصفحة ٣٢١
83 (1057) - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، أخبرنا سليمان الناجي، عن أبي المتوكل الناجي.
عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فجاء رجل فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " من يتجر على هذا فيصلى معه؟ ".
قال: فصلى معه رجل (1)...

(١) إسناده صحيح، وسليمان هو: الأسود الناجي وقدوهم الحاكم فظنه ابن سحيم الذي يروي له مسلم، وتبعه الذهبي على هذا الوهم. وأبو المتوكل هو:
علي بن داود.
وأخرجه أحمد ٣ / ٥ من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الاسناد.
وأخرجه أحمد ٣ / ٤٥، والترمذي في الصلاة (٢٢٠) باب: ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلي فيه، وابن حزم في " المحلى " ٤ / ٢٣٨ من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه أحمد ٣ / ٦٤، وأبو داود في الصلاة (٥٧٤) باب: الجمع في المسجد مرتين، والدارمي في الصلاة ١ / ٣١٨ باب: صلاة الجماعة في مسجد قد صلي فيه، من طرق عن، وهيب، عن سليمان الناجي، به. وصححه الحاكم 1 / 290 ووافقه الذهبي، وقد بينا أن سليمان الناجي ليس من رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3 / 85 من طريق علي بن عاصم، عن سليمان الناجي، به.
وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 2 / 45 وقال: " رواه أحمد - وروى أبو داود، والترمذي بعضه - ورجاله رجال الصحيح ". نقول: سليمان ليس من رجال الصحيح. ويتجر: من التجارة، ولازمها الربح لأنه يشتري بعمله المثوبة.
وقال الترمذي: " وهو قول غير واحد من أهل العلم، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين.
قالوا: لا بأس أن يصلي القوم جماعة في مسجد قد صلي فيه جماعة. وبه يقول أحمد، وإسحاق. وقال آخرون من أهل العلم:
يصلون فرادى، وبه يقول سفيان، وابن المبارك، ومالك، والشافعي يختارون الصلاة فرادى ".
وقال ابن العربي في " عارضة الأحوذي " 2 / 21: " هذا معنى محفوظ في الشريعة عن زيغ المبتدعة لئلا يتخلف عن الجماعة ثم يأتي فيصلي بإمام آخر، فتذهب حكمه الجماعة وسنتها ".
وقال الشيخ شاكر: " والذي ذهب إليه الشافعي من المعنى في هذا الباب وصحيح جليل، ينبئ عن نظر ثاقت، وفهم دقيق، وعقل دراك لروح الاسلام ومقاصده، وأول مقصد للاسلام ثم أجله وأخطره -: وتوحيد كلمة المسلمين، وجمع قلوبهم على غاية واحدة، هي: إعلاء كلمة الله وتوحيد صفوفهم في العمل لهذه الغاية. والمعنى الروحي في هذا اجتماعهم على الصلاة، وتسوية صفوفهم فيها أولا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم ". وهذا شئ لا يدركه إلا من أنار الله بصيرته للفقه في الدين، والغوص على درره، والسمو على مداركه، كالشافعي وأضرابه.
وقد رأى المسلمون بأعينهم آثار تفرق جماعتهم في الصلاة، واضطراب صفوفهم، ولمسوا ذلك بأيديهم إلا من بطلت حاسته، وطمس على بصره.
وإنك لتدخل كثيرا من مساجد المسلمين فترى قوما يعتزلون الصلاة مع الجماعة طلبا للسنة كما زعموا! ثم يقيمون جماعات أخرى لأنفسهم، ويظنون أنهم يقيمون الصلاة بأفضل مما يقيمها غيرهم، ولئن صدقوا، لقد حملوا من الوزر ما أضاع أصل صلاتهم، فلا ينفعهم ما ظنوه من الانكار على غيرهم في ترك بعض السنن أو المندوبات.
وترى قوما آخرين يعتزلون مساجد المسلمين، ثم يتخذون لأنفسهم مساجد أخرى ضرارا وتفريقا للكلمة، وشقا لعصا المسلمين، نسأل الله العصمة والتوفيق، وأن يهدينا إلى جمع كلمتنا، إنه سميع الدعاء ".
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مسند طلحة بن عبيد الله 5
2 من مسند الزبير بن العوام 29
3 مسند سعد بن أبي وقاص 49
4 من مسند عبد الرحمن بن عوف 147
5 مسند أبي عبيدة الجراح 175
6 من مسند أبي جحيفة 183
7 مسند أبي الطفيل 195
8 بقية من مسند عبد الله بن أنيس 201
9 مسند خفاف بن إيماء 207
10 مسند عقبة مولى جبر بن عتيك 211
11 مسند يزيد بن أسد 213
12 سلمة الهمداني 214
13 مسند جهجاه الغفاري 218
14 ما أسند جارود العبدي 219
15 رجل من أصحاب النبي 221
16 سلمة بن قيصر عن النبي 222
17 أبو أبي عمرة 223
18 جد خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم 224
19 ما أسند خرشة عن النبي صلى الله عليه وسلم 225
20 خالد بن عدي الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 226
21 أبو عزة 228
22 قدامة بن عبد الله 229
23 أبو ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم 229
24 ما أسند عبد الرحمن بن حسنة الجهني 231
25 قيس بن أبي غرزة عن النبي صلى الله عليه وسلم 233
26 بشير السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم 233
27 عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن النبي صلى الله عليه وسلم 234
28 عبد الرحمن الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 235
29 يزيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم 236
30 سبرة بن معبد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 237
31 الأسود بن سريع عن النبي صلى الله عليه وسلم 240
32 أبو لبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم 241
33 رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم 242
34 أسيد بن حصير عن النبي صلى الله عليه وسلم 243
35 عروة بن مضرس 245
36 أيمن بن خريم الأسدي 245
37 مسند سعيد 247
38 من مسند أبي سعيد الخدري 263