يرى ويسمع ما في الأرض السفلى، ولكنه خلق الحجب، وخلق العرش كما خلق الخلق لما شاء، وكيف شاء، وما يجمله إلا عظمته فقال: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) [السجدة: 5] وقال جل وعز (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر: 10] وقال جل وعز: (إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا) [آل عمران: 55] وقال: (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) [النساء: 158]. وأجمع الخلق جميعا أنهم إذا دعوا الله جميعا، رفعوا أيديهم إلى السماء، فلو كان الله عز وجل في الأرض السفلى، ما كانوا يرفعون أيديهم إلى السماء وهو معهم في الأرض. ثم تواترت الأخبار أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه بذاته ثم خلق الأرض والسماوات فصار من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى العرش فهو فوق السماوات وفوق [108 - أ] العرش بذاته متخلصا من خلقه، بائنا منهم، علمه في خلقه، لا يخرجون من علمه.
1 - قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة من ذلك ما حدثناه أحمد بن عبد الله بن يونس نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان ابن محرز عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان الله ولا شئ غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ هو كائن ثم خلق السماوات " قال وقيل لي: أدرك ناقتك، قال فقمت فإذا السراب منقطع دونها فليتها ذهبت، قال يقول لما فاته من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والأحاديث كلها مدرجة على شيوخ المصنف محمد بن عثمان بن أبي شيبة.