الآحاد والمثاني - الضحاك - ج ٢ - الصفحة ٢٣٤
بمكة على دينك يزعم أن الله عز وجل أرسله قال قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر قال وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس لقد سمعت قول الكهنة وما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقرأ الشعراء فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون قال قلت فاكفني حتى أذهب فأنظر قال فأتيت مكة فتضيفت رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعونه الصابئ قال فمال على أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر فأتيت زمزم فغسلت عني الدم وشربت من مائها وقد لبثت يا بن أخي ثلاثين من ليلة ويوم مالي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكم بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينا أهل مكة في ليلة قمر أضحيان إذ ضرب على أصمغتهم فما يطوف بالبيت أحد منهم وامرأتين تدعوان إسافا ونائلة فقلت انكحا أحدهما الآخر فما تناهتا عن قولهما فأتتا علي فقلت لهن مثل الخشبة غير أني لا أكنى فانطلقتا تولولان وتقولان كان لها هنا أحد فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه وهما ماضيان فقال ما لكما فقالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال فما قال لكما قالتا إنه قال لنا كلمة تملأ لفم قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»