(455) وقال أبو حفص الصيرفي حدثني بن زائدة البندار حدثني محمد بن علي عن شيخ من قريش قال بينا أبان بن عثمان وعبد الله بن الزبير جالسان إذا وقف عليهما أعرابي فسألهما فلم يعطياه شيئا وقالا اذهب إلى ذينك الفتيين وأشارا إلى الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما وهما جالسان فجاء الاعرابي حتى وقف عليهما فسألهما فقالا إن كنت تسأل في دم موجع أو فقر مدقع أو أمر مفظع فقد وجب حقك فقال أسأل وأخذني الثلاث فأعطاه كل واحد منهما خمسمائة خمسمائة فانصرف الاعرابي فمر علي بن الزبير وأبان وهما جالسان فقالا ما أعطاك الفتيان فأنشأ الاعرابي يقول أعطياني وأقنياني جميعا * إذ تواكلتما فلم تعطياني جعل الله من وجوهكم نعلين * سبتا يطاهما الفتيان حسن والحسين خير بني حواء * صيغا من الأغر الهجان فدعا سنة المكارم والمجد * فما منكما لها من مداني (456) حدثني محمد بن الحسين نا كثير بن هشام نا عيسى بن إبراهيم القرشي حدثني رجل من أهل البصرة قال قدمت المدينة فنزلت على معاوية بن عبد الله بن جعفر فسألته عما كان يصنع أبوه من أخلاقه فقال كان قد جبل على شئ لا يقدر على غيره قال فأتاه أعرابي يسأله فقال تمن علي واجتهد في الأماني فقال بكرا يحمل رحلي إلى أهلي وحلة ألبسها يوم قدومي على الحي وبردة أمتهنها في سفري ونفقة تبلغني إليهم قال لقد قصرت بك نفسك فهلا سألتني ما أملك فأخرج لك عيينة قال فأمر له بمائة حلة ومائة ناقة ومائة ألف درهم فقال الاعرابي أما الأحجار فلا حاجة لي بها وأما الحلل فواحدة من ذلك تكفيني وأما الإبل فأسوقها والله إلى أهلي قال فساق الإبل وترك المال والحلل فأمر به عبد الله فقسم على فقراء أهل المدينة (457) حدثني محمد بن الحسين حدثني جعفر بن عون عن خالد الزيات عن
(١٤٠)