كتاب العمر والشيب - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٥
وإنصاف، فلم تأخذه العزة " وهو المسمى بالسفاح الثاني " حينما أهين ابنه. وإنما أقر ابن أبي الدنيا على صنيعه، ودعاه لمواصلة تأديبه لابنه.
ظرافته وأدبه:
ومما وصلنا كذلك من جوانب شخصية ابن أبي الدنيا هذه الصورة التي تدل على ظرافته وخفة روحه، وأدبه مع طلابه، وحبه لهم، مع أنه كان من كبار الشخصيات وقت ذاك علما ومكانة.
قال عمر بن سعد القراطيسي: " كنا عند باب ابن أبي الدنيا ننتظر فجاءت السماء بالمطر، فأتتنا جارية برقعة فقرأتها فإذا فيها مكتوب.
أنا مشتاق إلى رؤيتكم * يا أخلائي وسمعي والبصر كيف أنساكم وقلبي عندكم * حال فيما بيننا هذا المطر (1) وفاته: توفي الحافظ أبو بكر ابن أبي الدنيا يوم الثلاثاء لأربع عشر ليلة خلت من جمادى الآخرة، سنة (281 ه - 894 م) (2) وصلى عليه يوسف بن يعقوب، ودفن بالشونيزيزة.

(١) ابن الجوزي - المنتظم: ٥ / ١٤٨، ابن كثير - البداية والنهاية: ١١ / ٧١.
(٢) ابن النديم - الفهرست: ٢٦٢، ابن الجوزي - المنتظم: ٥ / ١٤٩، دائرة المعارف الإسلامية:
1 / 198.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»