قضاء الحوائج - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦٧
(80) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبي قال:
ونا العباس بن هشام، عن هشام بن محمد، ذكر أبو نصر: مالك بن نصر الدالاني، قال:
خرج مالك بن خزيم الهمذاني الشاعر في الجاهلية، ومعه نفر من قومه يريدون عكاظا، فاصطادوا ظبيا في طريقهم، وقد أصابهم عطش شديد، فانتهوا إلى مكان يقال له أجيرة فجعلوا يفصدون دم الظبي ويشربونه من العطش حتى إذا نفذ ذبحوه، ثم تفرقوا في طلب الحطب، ونام مالك في الخباء وأتى أصحابه شجاع فانساب حتى دخل بحمى مالك، فاقبلوا فقالوا: يا مالك عندك الشجاع فاقتله. فاستيقظ مالك، فقال:
أقسمت عليكم لما كففتم عنه، فكفوا وأنساب الأسود فذهب، وأنشأ مالك يقول:
وأوصاني الخزيم بعز جاري * وأمنعه وليس به امتناع وأدفع ضيمه وأذود عنه * وأمنعه إذا منع المتاع فدى لكم أتى عنه تنحوا * بشئ ما استجازني الشجاع ولا تتحملوا دم مستجير * تضمنه أجيرة فالتلاع فإن لما ترون غبي أمر * له من دون أعينكم قناع ثم ارتحلوا وقد أجهدهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم ويقول:
يا أيها القوم لا ماء أمامكم * حتى تسوموا المطايا يومها تعبا ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب * عين روى وماء يذهب اللغبا حتى إذا ما أصبتم فيه ليلتكم فاسقوا * المطايا ومنه فاملئوا القربا قال: فعدلوا شامة فإذا هم بعين خرارة فشربوا وسقوا إبلهم، وحملوا منه
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست