قضاء الحوائج - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦٣
أبو الهيثم، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي حدرد أو ابن أبي حدرد الأسلمي، قال:
قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب فأردت الحج، فلما أتيت مكة قلت: اللهم قيض لي رجلا من أصحاب نبيك (ص)، كان نبيك يحبه، وكان يحب نبيك (ص)، فإذا أنا بغلام أسود على حمار يقود ناقة خلفها شيخ على حماره، فقلت للأسود: يا غلام من الشيخ؟
قال: محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله (ص)، وافقت خير رفيق، ونازلت خير نزيل، فتذاكرنا يوما في مسيرنا الشكر، فقال محمد بن مسلمة: كنا يوما عند رسول الله (ص) فقال لحسان بن ثابت: أنشدني قصيدة من شعر الجاهلية، فإن الله عز وجل قد وضع سنامها في شعرها وروايتها، فأنشده قصيدة هجا بها الأعشي علقمة علاثة:
علقم ما أنت إلى عامر * الناقض الأوتار والواتر هجاه كثير هجائه علقمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا حسان لا تنشدني هذه القصيدة بعد مجلسي هذا ".
قال: يا رسول الله تنهاني عن مشرك مقيم عند قيصر؟ فقال النبي (ص):
" يا حسان اشكر للناس، أشكرهم لله ". وإن قيصر سأل أبا سفيان بن حرب عني، فتناول مني مقالا، وسأل هذا عني فأحسن القول فشكره رسول الله (ص) على ذاك ".
(75) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا أبو إقدام
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست