قضاء الحوائج - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٥٦
ما شتمت أحدا قط، ولا رددت سائلا قط، لأنه إنما يسألني أحد رجلين:
إما كريم أصابته خصاصة، وحاجة فأنا أحق من سد من خلته، وأعانه على حاجته.
وإما لئيم أفدي عرضي منه، وإنما يشتمني أحد رجلين: إما كريم كانت منه ذلة، أو هفوة، فأنا أحق من غفرها، وأخذ بالفضل عليه فيها. وإما لئيم فلم أكن لأجعل عرضي إليه.
(62) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو جعفر المديني، عن شيخ من قريش، قال: قال أسماء بن خارجة:
إذا طارقات الهم أسفرت الفتى * وأعمل في الفكر والليل واجر وباكرني إذ لم يكن ملجأ له * سواي ولا من نكبة الدهر ناصر فرجت بمالي همه في مكانه * فزايله الهم الدخيل المخامر قال: وزادني غيره:
فكان له من على بطنه * بي الخير إني للذي ظن شاكر (63) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين بن عبد الرحمن، ذكر شيخ من باهلة قال:
كأم مسلمة بن عبد الملك إذا كثر عليه أصحاب الحوائج، وخاف أن يضجر قال لآذنه: ائذن لجلسائي، فيأذن لهم، فيفتن ويفتنون في محاسن الناس، ومروءاتهم، فيطرب لها ويهتاج عليها، ويصيبه ما يصيب صاحب الشراب، فيقول لحاجبه: ائذن لأصحاب الحوائج، فلا يبقى أحد إلا قضيت حاجته.
(64) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قال ذكر عبد الرحمن بن صالح، نا أبو بكر بن عياش، عن عبيد الله بن الوليد، عن أبي محصن قال:
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست