بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة متواضعة بقلم العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير (عبد القادر الأرناؤط) إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
وبعد: فهذا كتاب (الشمائل المحمدية) للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي البوغي رحمه الله. نقدم للناس في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الرجوع إلى شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتعرف على خلقه وخلقه، وعيشه، وأكله وشربه، ونومه، وعبادته في وضوئه وصلاته وصومه، وتواضعه، وقراءته وكلامه، وغير ذلك من شمائله صلى الله عليه وسلم.
وقد قام منذ فترة من الزمن الأخ في الله الأستاذ عزة عبيد دعاس بتحقيق الكتاب وتخريجه، ولكن لم يكن تخرجه مستوعبا لجميع أحاديث الكتاب، لا سيما ما كان منه غير موجود في الكتب الستة المشهورة، ولم يكن دقيقا في تخريجاته، وكان عمله جزاه الله تعالى كل خير، عبارة عن تخريج للحديث فقط دون الحكم عليه صحة وضعفا في كل أحاديثه، كما هو شأن كثير من المخرجين في هذا العصر، يذكرون الحديث، والكتاب، والباب، ورقم الحديث ولكن القارئ لا يرى الحكم على الحديث، فلا يستطيع أن يطمئن إليه.