ما روي في الحوض والكوثر - ابن مخلد القرطبي - الصفحة ٣٢
أمك أخبرني عن الله أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ قال: لئن قلت: " لا " كفرت. قال: فقال:
قد علم. قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته، أو على أن يعمل بمعصيته؟
فقال: على أن يعمل بطاعته. فقال له أبو جعفر: فقم مخصوصا.
وكذلك الصحابة رضي الله عنهم قد أخبر الله تعالى بأنه رضي عنهم، وأمر بالاستغفار لهم. والرضا من الله صفة أزلية، وهو سبحانه لا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبدا، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل، ولا يجوز أن يتناقض أبدا، ومن دفع خبر الله برأيه ونظره كان ملحدا.
وقد نهج بعض الشيعة - الرافضة - منهجا آخر في دفع نصوص الرضا عن الصحابة بقولهم:
إن الله قال: * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك) *، ولم يقل:
عن التابعين.
قال محمد مهدي الخالصي - ويعد عند الرافضة من المجتهدين -: " لو أنه قال: لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة، أو عن الذين بايعوك، لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع، ولكن لما قال:
* (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك) *، فلا دلالة فيها إلا على الرضا عمن محض الايمان ".
وقال المامقاني:
" إن الآية إنما نطقت برضاه عن المؤمنين المبايعين تحت الشجرة، ولم
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 37 39 ... » »»