منهما، فكتابه " السنن " من الأمهات الستة المعروفة في كتب الحديث. وقد حطي الإمام أبو داود وكتابه السنن بكثير من الدراسات والأبحاث قديما وحديثا ولذلك لا أرى حاجة إلى التطويل والتوسع في دراسة حياته وخدماته غير أن منهجه في الجرح والتعديل ما زال في حاجة إلى من يقوم باستخراجه واستنباطه وتقديمه لطلبة العلم وهذا ما حاولت الوصول إليه من خلال تحقيقي ودراستي لهذا الكتاب، فقدمته بثلاثة مباحث مختصره وهي: المبحث الأول: الإمام أبو داود السجستاني حياته مكانته العلمية المبحث الثاني: الإمام أبو داود السجستاني ومنهجه في الجرح والتعديل المبحث الثالث: أبو عبيد الاجري، حياته وثقافته الحديثية وسؤالاته أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل هذا وقد سبق ان طبع قسم من هذا الكتاب، وهو الجزء الثالث منه (1) بتحقيق أخي وصديقي الدكتور محمد علي قاسم العمري وفقه الله وبارك فيه أينما كان. وكان المحقق قد نال به درجة الماجستير في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة عام 1399 ه وطبع الكتاب من قبل المجلس العلمي بالجامعة نفسها عام 1403 ه وكنا ننتظر بفارغ الصبر ان يقوم أخونا باكمال ما بدأة من الخير ليعم النفع بالكتاب ويستفيد منه من يتعذر عليه الحصول على النسخ المخطوطة ولكن مضت سنوات وباعدت بيننا الأوطان وانقطعت الاخبار ولم يصدر شئ اخر من الكتاب فأشار على شيخنا واستاذنا محدث المدينة المنورة ومسندها العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري حفظه الله ان أكمل تحقيق الاجزاء المتبقية منه وسمح لي باخذ صورة من النسخة المصورة الموجودة بمكتبته العامرة الا انني كنت آنذاك مشغولا ببعض المشاريع العلمية والأبحاث الأخرى فتأخر هذا العمل بضع سنين أخرى ولم يصدر شئ من الكتاب فتجدد عزمي على تحقيقه فاستعنت بالله العظيم وبدأت العمل وكان في نيتي ان أقوم بتحقيق ما تبقي من الكتاب فقط ولذلك حاولت أن يكون منهجي في التحقيق قريبا من منهج صديقي الدكتور
(٦)