وغيرها على الرغم مما كان يطفو على السطح من الأفكار المنحرفة بين حين وآخر ولكن السنة هي التي كانت تسيطر على سلوك الناس وأفكار هم وكان لها الرواج والقبول في المجتمع ولدى القضاة والحكام ما عدا فترة قصيرة في أوائل حياة أبي داود حيث تمكن المعتزلة من السيطرة علي أفكار بعض الخلفاء فتسللوا إلى مناصب عليا في القضاء وغيره وامتحنوا علماء أهل السنة وعذبوهم ونكلوا بهم ولكن سرعان ما اندرست معالم تلك الفتنة وزال نفوذها امام جهود أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه من العلماء والفقهاء والمحدثين ومن الناحية السياسة والاجتماعية فقد ولد الإمام أبو داود في عصر المأمون وكان عصره من عصور القوة في الخلافة العباسية الا ان العصور التي تلته شاهدت كثيرا من الفتن وطرأ الضعف والفتور على الخلافة حيث سيطر الأعوان والموالي على أمور الدولة وكانت لها اثارها السلبية على المجتمع كله ولقد شهد أبو داود عصور كل من: المأمون (198 - 218 ه) والمعتصم (218 - 227 ه) والواثق (227 - 232 ه) والمتوكل (232 - 247 ه) والمنتصر (247 - 248 ه) والمستعين (248 - 252 ه) والمعتز (252 - 255 ه) والمهتدي (255 - 256 ه) والمعتمد (256 - 279 ه) واخبارهم معروفة في كتب التاريخ اسمه ونسبه:
هو أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني وقيل عامر بدل عمران، وعمران هذا قتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صفين (1) هكذا ورد نسبه في أكثر المراجع التي ترجمته. وقال أبو طاهر السلفي: هذا القول أمثل والقلب إليه أميل (2).