قال أبو عبد الله وقال الله عز وجل بلغما أنزل إليك من ربك فذلك كله مما أمر به ولذلك قال أقيموا الصلاة فالصلاة بجملتها طاعة الله وقراءة القرآن من جملة الصلاة فالصلاة طاعة الله والامر بالصلاة قرآن وهو مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور مقروء على اللسان والقراءة والحفظ والكتابة مخلوق وما قرئ وحفظ وكتب ليس بمخلوق ومن الدليل عليه أن الناس يكتبون الله ويحفظونه ويدعونه فالدعاء والحفظ والكتابة من الناس مخلوق ولا شك فيه والخالق الله بصفته ويقال له أترى القرآن في المصحف فإن قال نعم فقد زعم أن من صفات الله ما يرى في الدنيا وهذا رد لقول الله عز وجل * (لا تدركه الابصار) في الدنيا وهو يدرك الأبصار) وان قال يرى كتابة القرآن فقد رجع إلى الخلق ويقال له هل تدرك الأبصار إلا اللون فإن قال لا قيل له وهل يكون اللون إلا في الجسم فإن قال نعم فقد زعم أن القرآن جسم يرى حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرح فيقرأ القرآن قبل أن تسرح دوابه حدثنا إسحاق بن نصر ثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خفف على داود القراءة
(١١٤)