مسند ابن راهويه - إسحاق بن راهويه - ج ٤ - الصفحة ٧٣
نكره ولم نقدر على الامتناع أمرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن نخرج إلى بلادك اختيارا لك على من سواك لتمنعهم من الظلم، فقال النجاشي: فهل معكم مما نزل عليه من شئ تقرأونه علي؟ فقال جعفر:
نعم، فقرأ جعفر كهيعص فلما قرأها عليه بكى النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفكم قال: وأراه قال:
ونجاهم ثم قال النجاشي: والله إن هذا الكلام والكلام الذي جاء موسى ليخرجان من مشكاة واحد ثم قال: والله لا أسلمهم إليكما ولا أخلي بينكم وبينهما فالحقا بشأنكما قالت أم سلمة: فخرجا مقبوحين مردود أمرهما، فقال عمرو بن العاص: والله لآتينه غدا بقول أبتر به خضراءهم فقال عبد الله بن أبي ربيعة: لا تفعل فإن للقوم رحما وإن كانوا قد خالفونا، فما نحب أن يبلغ منهم فلما كان من الغد دخلا عليه فقالا: أيها الملك! إنهم يخالفونك في عيسى بن مريم ويزعمون أنه عبد فسلهم / عن ذلك، قالت أم سلمة: فما نزل بنا قط مثلها قالوا: قد عرفتم أن عيسى إلهه الذي يعبد وقد عرفتم أن نبيكم جاءكم بأنه عبد وأن ما يقولون هو الباطل فماذا تقولون؟ فقالوا: نقول بما جاء من الله ورسوله فأرسل إليهم فدخلوا عليه، فقال:
ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال جعفر: نقول إنه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى العذراء البتيل، فأخذ النجاشي عودا وقال: ما عدا عيسى ما تقولون مثل هذا العود قال: فنخرت أساقفته، فقال: وإن نخرتم اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي يقولون أنتم آمنون من سبكم غرم ما أحب أني آذيت رجلا منكم وأن لي دبرا من ذهب والدبر بلسانهم الجبل، والله ما أخذ الله مني رشوة حين رد علي ملكي، وما أطاع الله في الناس فأطيعهم فيه.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست