قالت أم سلمة: فجعلنا نتعرض لعمرو بن العاص وصاحبه أن يسبانا فيغرمهما فخرجا خائبين، وأقمنا في خير دار وفي خير جوار فبينا نحن عنده قد آمنا واطمئننا إذ شعب عليه رجل من قومه فنازعه في الملك فما علمنا أصابنا خوف أشد مما أصابنا عند ذلك فرقا من أن يظهر ذلك الرجل فيتبوأ منا منزلنا ويأتينا رجل لا يعرف منا مثل ما كان يعرف النجاشي، وكنا ندعو ليلا ونهارا أن يعزه الله ويظهره، فخرج النجاشي سائرا إلى ذلك الرجل فقلنا من ينظر لنا ما يفعل القوم، فقال الزبير بن العوام: أنا وكان أحدثهم سنا فأخذ قربة ففتحها ثم ربطها في صدره ثم وقع في النيل وهو بينه وبينهم ثم التقى القوم ناحية القصوى فهزم جند ذلك الرجل وأقبل الزبير حتى إذا كان عند شط النيل ألاح بثوبه وصرخ: أبشروا فقد أعز الله النجاشي وأظهره، وكانت أم سلمة تقول:
فما أذكرني فرحت فرحا قط مثله حين بدا أن يقوم قوم يأتوا مكة من غير كره.
22 - 1836 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا محمد بن عمرو، نا أبو سلمة قال: قالت أم سلمة: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه