مسند ابن راهويه - إسحاق بن راهويه - ج ٢ - الصفحة ٢٣
تضمن مسندها من أخبارها الكثير فلا داعي لإعادتها ومن جملة ذلك مسابقتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجري.
ومعرفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضبها من رضاها ولعبها بالبنات مع صواحبها، وإتيان جبريل بها لرسول الله في خرفة من حرير.
وتوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لها بقوله: " يا عائشة عليك بالرفق في الامر كله وغير ذلك من الأمور والتوجيهات ".
فهكذا كانت تقضي حياتها الزوجية في بيت النبوة بيت زوجها وهي من أحب النساء عنده وكان - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين أزواجه فيما يملك ويقول: " اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك ".
ويعني بذلك الحب القلبي حيث لا يمكن القسم في ذلك فكانت هي أحب نسائه عنده.
سبب نزول آية التيمم وقصة الإفك:
ولم تزل السيدة هذا شأنها عنده إلى أن جاء كيد الحاقدين ومحاولة أعداء الدين في نشر خبر الإفك المبين وعلى رأسهم رئيس المنافقين وليس الهدف من وراء كيدهم إلا إيذاء سيد الأنبياء والمرسلين وإيذاء خليفته الصديق أحب الناس إليه من رجال أمته أجمعين وبالذات إيذاء أحب نسائه إليه من أمهات المؤمنين، وفوق ذلك كله إساءة سمعة رسول رب العالمين وتنفير الناس من دعوته إلى دين الله المبين وذلك بعد أن أخذ دعوته إلى طريق الانتصار وبزغت شروق
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»