مسند ابن المبارك - عبد الله بن المبارك - الصفحة ٢٩
حنطب المخزومي، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: حدثني أبي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهرهم وقالوا ليبلغنا الله به، فلما رأى عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم أن يأذن لهم قال: يل رسول الله يا رسول الله وكيف بنا إذا نحن لقينا القوم عراة جياعا رجالا ولكن ان رأيت يا رسول الله ان تدعو الناس ببقايا أزوادهم فتجمعها ثم تدعو الله بالبركة فيها فان الله سيبلغنا بدعوتك أو قال: سيبارك لنا في دعوتك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك فكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فدعا بما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم وأمرهم أن يحتثوا فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤه وبقي منه فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال: " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد إني رسول الله لا يلقى الله عبد يؤمن بهما إلا حجبت عنه النار يوم القيامة ".
42 - حدثنا جدي، نا حبان، أنا عبد الله، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن رفاعة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالقديد أو قال بقديد جعل رجال منا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم فحمد الله فقال: " خيرا، ثم قال: أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صادقا من قلبه ثم يسدد إلا سلك به في الجنة وقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب واني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة وقال: إذا مضى نصف من الليل أو ثلث من الليل ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا فقال: لا يسأل عن عبادي غيري من ذا الذي يستغفرني أغفر له من ذا الذي يدعوني أستجيب له من ذا الذي يسألني أعطيه حتى ينفجر الصبح ".
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست