حاشية السندي على النسائي - ابن عبد الهادي - ج ٦ - الصفحة ٦٥
يرغبون فيها ويميلون إليها ويعتمدون عليها في النكاح وغيره هو المال ولا يعرفون شرفا أخر مساويا له بل مدانيا أيضا علما أو دينا وورعا وهذا هو الذي صدقه الوجود فصاحب المال فيهم عزيز كيفما كان وغيره ذليل كذلك والله تعالى أعلم قوله فخشيت أن تدخل أي البكر لصغرها وخفة عقلها بيني وبينهن فتورث الفتن وتؤدي إلى الفراق فذاك الذي فعلت من أخذ الثيب أحسن أو أولى أو خير اذن أي إذا كان لهذا الغرض وبتلك النية فإن نظام الدين خير من لذة الدنيا على مالها أي لأجل مالها والمراد أن الناس يراعون هذه الخصال في المرأة ويرغبون فيها لأجلها ولم يرد أنه ينبغي أن يراعي الدين كما قال فعليك بذات الدين أي خذ ذات الدين واطلبها واظفر بها أيها المسترشد حتى تفوز بخير الدارين تربت بكسر الراء من ترب إذا افتقر فلصق بالتراب وهذه كلمة تجرى على لسان العرب مقام المدح والذم ولا يراد بها الدعاء على المخاطب دائما وقد يراد بها الدعاء أيضا والمراد ههنا اما المدح أي اطلب ذات الدين أيها العاقل الذي يحسد عليك لكمال عقلك فيقول الحاسد حسدا تربت يداك أو الذم أو الدعاء عليه بتقدير ان خالفت هذا الامر قوله حسب بفتحتين أي شرف
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»