الجنة لشجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وخاصتهم إبراهيم خليل الرحمن وأخرج بن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال إن في الجنة لشجرة لها ضروع كضروع البقر يغذى بها ولدان أهل الجنة فهذه الأحاديث عامة في أولاد المؤمنين يحيى ويمكن أن يقال وجه الخصوصية في السيد إبراهيم كونه له ظئران أي مرضعتان على خلقة الآدميات إما من الحور العين أو غيرهن وذلك خاص به فإن رضاع سائر الأطفال إنما يكون من ضروع شجرة طوبى ولا شك أن الذي للسيد إبراهيم أكمل وأتم وأشرف وأحسن وآنس فإن الذي يرضع من مرضعتين يكرمانه ويرفهانه الرحمن ويؤنسانه ويخدمانه وكان ليس كالذي يرضع من ضرع شجرة أو ضرع بقرة ويم أن يكون له خصوصية أخرى وهي أنه يدخل الجنة عقب الموت بجسده وروحه ويرضع بهما معا وسائر الأطفال إنما يرضعون عقب الموت في الجنة بأرواحهم لا بأجسادهم فينزل كلام صاحب التحرير على هذا وقد نص على ما يؤخذ منه ذلك البيهقي في كتاب عذاب القبر
(٣٢١)