إلى الوهم أن الأحاديث في الأولية متعارضة وليس كذلك لأنه لم يرد بكل منها أنه أول بالنسبة إلى كل ما يسأل عنه ويقضى فيه بل أريد أنه أول بالنسبة إلى بابه فأول ما يحاسب به من أركان الإسلام الصلاة وأول ما يحاسب به من المظالم الدماء وأول ما يحاسب به مما ينتشر به صيت فاعله هذا جرئ بالهمز هو المقدام على الشئ لا ينثني عنه ولو كان هائلا فسحب أي جر.
ما من غازية أي جماعة أو سرية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم ويكون الأجر المرتب على الغزو منه ما هو على القتال ومنه ما يسقط مقابلة السلامة والغنيمة وقد استشكل جماعة هذا وقالوا إنه معارض بالحديث السابق أنه يرجع بما نال من أجر أو غنيمة وبأن أهل بدر اجتمع لهم سهمهم وأجرهم وبالغوا في ذلك حتى أن منهم من رد هذا الحديث وضعفه وقال إن راويه أبا هانئ مجهول وما قالوه ساقط والحديث قد صححه مسلم وأبو هانئ ذكره البخاري في تاريخه بما يزيل جهالته