الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٨
الماجشون بكسر الجيم وضم الشين المعجمة لفظ أعجمي معناه أبيض الوجه مورد وجهت وجهي أي 59 قصدت بعبادتي للذي فطر السماوات والأرض أي ابتدأ خلقهما حنيفا قال الأكثرون معناه مائلا إلى الدين الحق وهو الإسلام وأصل الحنف الميل ويكون في الخير والشر وينصرف إلى ما تقتضيه القرينة وقيل المراد بالحنيف هنا المستقيم قال أبو عبيد الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وانتصب حنيفا على الحال وما أنا من المشركين بيان للحنيف وإيضاح لمعناه ونسكي أي عبادتي ومحياي ومماتي أي حياتي وموتي أنت الملك أي القادر على كل شئ المالك الحقيقي لجميع المخلوقات وأنا عبدك أي معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نافذ في واهدني لأحسن الأخلاق أي أرشدني لصوابها ووفقني للتخلق بها لبيك معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة وسعديك مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد متابعة والشر ليس إليك هذا مما يجب تأويله لأن مذهب أهل الحق أن كل المحدثات بفعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها فقيل معناه لا يتقرب به إليك وقيل لا يضاف إليك بانفراده لا يقال يا خالق القردة والخنازير ويا رب الشر ونحوه وإن كان خالق كل شئ ورب كل
(٣٧٨)
مفاتيح البحث: النبي إبراهيم (ع) (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»