الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٦٩
الفقه أي الفهم في الدين والحكمة قال النووي فيها أقوال كثيرة مضطربة اقتصر كل من قائليها على بعض صفات الحكمة وقد صفي لنا منها أنها عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل على المعرفة بالله تعالى المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به والصد عن اتباع الهوى والباطل والحكيم من له ذلك وقال بن دريد كل كلمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ومنه الحديث إن من الشعر حكمة 84 - (..) وحدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني قالا: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعيد) حدثنا أبي عن صالح عن الأعرج قال: قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة الفقه يمان والحكمة يمانية) أضعف قلوبا وأرق أفئدة قال بن الصلاح المشهور أن الفؤاد هو القلب فكرره بلفظين ووصفه بوصفين الرقة والضعف والمعنى أنها ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير سالمة من الشدة والقسوة والغلظة التي وصف بها قلوب أولئك وقيل الفؤاد غير القلب فقيل عينه وقيل باطنه وقيل غشاؤه 85 - (..) حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»