الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٢٩
أحدكم من الجنة أن يقول له تمن فيتمنى ويتمنى فيقول له هل تمنيت؟ فيقول له نعم فيقول له فإن لك ما تمنيت ومثله معه) هل تضارون بضم التاء وفي الراء التشديد والتخفيف ومعنى المشدد هل تضارون غيركم في حال الرؤية بزحمة أو مخالفة في الرؤية أو غيرها لخفائه كما تفعلون أول ليلة من الشهر ومعنى المخفف هل يلحقكم في رؤيته ضير وهو الضرر فإنكم ترونه كذلك معناه تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح وزوال الشك والمشقة والاختلاف الطواغيت جمع طاغوت وهي الأصنام فيأتيهم الله إلى آخره هذا من أحاديث الصفات فإما أن يوقف عن الخوض في معناه ويعتقد له معنى يليق بجلال الله تعالى مع الجزم بأن الله تعالى ليس كمثله شئ وأنه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوقين أو يؤول على ما يليق به فيجعل الاتيان عبارة عن رؤيتهم إياه ولان العادة أن من غاب عن غيره لا يمكنه رؤيته إلا بالاتيان وقيل المراد يأتيهم بعض ملائكته قال القاضي وهذا الوجه أشبه عندي بالحديث قال ويكون هذا الملك الذي جاءهم في الصورة التي أنكروها من سمات الحدوث الظاهرة على الملك المخلوق
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 236 237 ... » »»