من فزارة مرجعه من تبوك. قوله: وكان من النفر أي: وكان الحر بن قيس من الطائفة: الذين يدنيهم عمر أي: يقربهم ثم بين ابن عباس سبب إدنائه الحر بقوله: وكان القراء أصحاب مجلس عمر وأراد بالقراء العلماء والعباد فدل ذلك على أن الحر المذكور كان يتصف بذلك، فلذلك كان عمر يدنيه. قوله: ومشاورته أي: وأصحاب مشاورته، يعني: كان يشاورهم في الأمور. وقال الكرماني: ومشاورته بلفظ المصدر وبلفظ المفعول. قوله: كهولا كانوا أو شبانا الكهول جمع كهل والشبان جمع شاب، أراد أن هؤلاء المذكورين أصحاب مجلسه وأصحاب مشورته سواء فيهم الكهول والشبان لأن كلهم كانوا على خير. قوله: هل لك وجه أي: وجاهة ومنزلة. قوله: عند هذا الأمير أراد به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، لكن لم يقل هذا الأمير إلا من قوة جفائه وعدم معرفته بمنازل الأكابر. قوله: فتستأذن لي بالنصب أي: فتطلب منه الإذن في خلوة، لأن عمر كان لا يحتجب إلا عند خلوته وراحته ولأجل ذلك قال: الحر سأستأذن لك حتى تجتمع به وحدك.
قوله: قال ابن عباس موصول بالسند المذكور. قوله: يا ابن الخطاب هذا أيضا من جفائه حيث لم يقل: يا أمير المؤمنين، أو يا عمر بن الخطاب، وقد تقدم في سورة الأعراف: فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب بكسر الهاء وسكون الباء، وهذه كلمة تقال في الاستزادة، وبمعنى التهديد، وأشار صاحب التوضيح إلى المعنى الثاني. قوله: الجزل بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها لام، أي: العطاء الكثير، وأصل الجزل ما عظم من الخطب. قوله: وما تحكم وفي رواية الكشميهني: ولا تحكم. قوله: حتى هم أن يقع به أي: حتى قصد أن يبالغ في ضربه، وفي رواية التفسير: حتى هما أن يوقع به، قوله: وإن هذا من الجاهلين أي: أعرض عنه. قوله: فوالله ما جاوزها قيل: إنه من كلام ابن عباس، وقيل: من كلام الحر بن قيس، ومعنى: ما جاوزها، ما عمل بغير ما دلت عليه الآية، بل عمل بمقتضاها، فلذلك قال: وكان وقافا عند كتاب الله أي: يعمل بما فيه ولا يتجاوزه.
7287 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء ابنة أبي بكر، رضي الله عنهما، أنها قالت: أتيت عائشة حين خسفت الشمس، والناس قيام وهي قائمة تصلي، فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها نحو السماء. فقالت: سبحان الله فقلت: آية؟ قالت برأسها: أن نعم، فلما انصرف رسول الله حمد الله وأثناى عليه ثم قال: ما من شيء لم أره إلا وقد رأيته في مقامي هاذا، حتى الجنة والنار، وأوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال، فأما المؤمن أو المسلم لا أدري أي ذالك قالت أسماء فيقول: محمد جاءنا بالبينات فأجبنا وآمنا، فيقال: نم صالحا علمنا أنك موقن، وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذالك قالت أسماء فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ا وجه مطابقته للترجمة يمكن أن يؤخذ من قوله: محمد جاءنا بالبينات فأجبنا لأن الذي أجاب وآمن هو الذي اقتدى بسنته، وفاطمة بنت المنذر زوجة هشام بن عروة، وأسماء جدتها.
والحديث مضى في كتاب العلم في: باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس.
قوله: حين خسفت الشمس ويروى: كسفت الشمس، فدل على أن الخسوف والكسوف كليهما يستعملان للشمس، وفيه رد على من قال: إن الكسوف مختص بالشمس والخسوف بالقمر. قوله: تفتنون أي: تمتحنون، وذلك بسؤال منكر ونكير. قوله: فأجبنا أي: دعوته وآمنا به.
7288 حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم.