بعضها أحسن وأزين وأحلى وأصوت وأرتل وألحن وأعلى وأخفض وأغض وأخشع وأجهر وأخفى وأمهر وأمد وألين من بعض. قوله: يتخافتون أشار به إلى قوله تعالى: * (فانطلقوا وهم يتخافتون) * ثم فسره بقوله: يتسارون بتشديد الراء أي: يتساررون فيما بينهم بكلام خفي. وقيل في بعض النسخ بشين معجمة وزيادة واو بغير تثقيل أي: يتراجعون.
7525 حدثني عمرو بن زرارة، عن هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: * (ويدع الإنسان بالشر دعآءه بالخير وكان الإنسان عجولا) * قال: نزلت ورسول الله مختف بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه * (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الاسمآء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذالك سبيلا) * أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن * (ولا تخافت بها) * عن أصحابك فلا تسمعهم * (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الاسمآء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذالك سبيلا) * مطابقته للترجمة لا تخفى.
وعمرو بن زرارة بضم الزاي وتخفيف الراء الأولى ابن واقد الكلابي النيسابوري، وروى عنه مسلم أيضا، وهشيم بن بشير وأبو بشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس.
والحديث مضى في تفسير سورة بني إسرائيل فإنه أخرجه هناك عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم... إلى آخره، ومضى الكلام فيه.
قوله: فيسمع بالنصب والرفع قيل: إذا كان النبي، مختفيا عن الكفار فكيف يرفع الصوت؟ وهو ينافي الاختفاء؟ وأجيب: بأنه لعله أراد الإتيان بشبه الجهر أو إنه ما كان يبقى له عند الصلاة ومناجاة الرب اختيار لاستغراقه في ذلك.
7526 حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام عن أبيه عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: نزلت هاذه الآية * (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الاسمآء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذالك سبيلا) * في الدعاء.
انظر الحديث 4723 وطرفه أشار بهذا إلى وجه آخر في سبب نزول هذه الآية، أخرجه عن عبيد بن إسماعيل واسمه في الأصل عبد الله القرشي الكوفي، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير، وقد مر في تفسير سورة سبحان.
7527 حدثنا إسحاق، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره يجهر به.
مطابقته للترجمة من حيث إن في قوله: من لم يتغن بالقرآن إضافة الفعل إليه، وذلك يدل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى.
وإسحاق قال الحاكم: هو ابن نصر، وقال الغساني: هو ابن منصور أشبه، وأبو عاصم الضحاك وهو من مشايخ البخاري روى عنه كثيرا بلا واسطة، وابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وابن شهاب محمد بن مسلم الزهري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
والحديث مضى في فضائل القرآن.
قوله: ليس منا أي: ليس من أهل سنتنا، وليس المراد أنه ليس من أهل ديننا. قوله: من لم يتغن أي: من لم يجهر بقراءة القرآن. قوله: غيره هو صاحب لأبي هريرة، زاد في آخر الحديث يجهر به أي: بالقرآن.
45 ((باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار)، ورجل يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل، فبين الله أن قيامه بالكتاب هو فعله.