عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٣٠٥
رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول، وهو صحيح: لن يقبض نبي قط حتى يراى مقعده من الجنة ثم يخير، فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: أللهم الرفيق الأعلى. قلت: إذا لا يختارنا، وعلمت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها: أللهم الرفيق الأعلى.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وسعيد بن عفير هو سعيد بن محمد بن عفير المصري، وعقيل بضم العين، وابن شهاب هو محمد ابن مسلم الزهري.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الرقاق عن بشر بن محمد وعن يحيى بن بكير. وأخرجه مسلم في الفضائل عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده بإسناده مثله.
قوله: (في رجال من أهل العلم) أي: أخبره سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في جملة طائفة أخرى أخبروه أيضا به. أو في حضور طائفة مستمعين له. قوله: (ثم يخير) على صيغة المجهول أي: بين الموت والانتقال إلى ذلك المقعد وبين البقاء والحياة في الدنيا. قوله: (فلما نزل به) بضم النون وكسر الزاي أي: فلما حضره الموت كأن الموت نازل وهو منزول به. قوله: (ورأسه) الواو فيه للحال. قوله: (فأشخص) أي: رفع بصره وأشخصه أزعجه، وشخص بصره إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف، وشخص ارتفع. قوله: (لا يختارنا) بالنصب أي: حيث اختار الآخرة تعين ذلك فلا يختارنا بعد ذلك. قوله: (إنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح) هو قوله: (لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده). قوله: (اللهم الرفيق الأعلى) قال الكرماني: محلها النصب على العناية، أو الرفع بيانا، أو بدلا لقوله: تلك.
30 ((باب الدعاء بالموت والحياة)) أي: هذا باب في كراهة الدعاء بالموت. قوله: (والحياة)، وفي رواية أبي زيد المروزي: وبالحياة، أي: وفي كراهة الدعاء بالحياة إذا كانت شرا له، بل يشرع الدعاء بهما على الوجه المذكور في حديث الباب، على ما يجيء الآن.
6349 حدثني مسدد حدثنا يحياى عن إسماعيل عن قيس قال: أتيت خبابا وقد اكتواى سبعا قال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.
مطابقته للترجمة من حيث إنه أوضح الإبهام الذي في الجزء الأول للترجمة.
و يحيى هو ابن سعيد القطان، و إسماعيل هو ابن أبي خالد، و قيس هو ابن أبي حازم، وخباب هو ابن الأرت بن جندلة مولى خزاعة.
والحديث مضى في الطب عن آدم عن شعبة.
قوله: (وقد اكتوى سبعا) أي: في بطنه لوجع كان فيه، قيل: قد نهي عن الكي. وأجيب بأن ذلك لمن يعتقد أن الشفاء من الكي.
6350 حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحياى عن إسماعيل قال: حدثني قيس قال: أتيت خبابا وقد اكتواى سبعا في بطنه، فسمعته يقول: لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.
هذا هو الحديث المذكور عن مسدد، وأعاده عن محمد بن المثنى لما في روايته من زيادة وهي قوله: في بطنه.
6350 حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحياى عن إسماعيل قال: حدثني قيس قال: أتيت خبابا وقد اكتواى سبعا في بطنه، فسمعته يقول: لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.
هذا هو الحديث المذكور عن مسدد، وأعاده عن محمد بن المثنى لما في روايته من زيادة وهي قوله: في بطنه.
6351 حدثني ابن سلام أخبرنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. (انظر الحديث 5671 وطرفه).
تؤخذ المطابقة منه لجزئي الترجمة بإمعان النظر فيه. وابن سلام هو محمد بن سلام بتخفيف اللام وتشديدها قوله: (حدثني) ويروى: حدثنا.
والحديث أخرجه مسلم في الدعوات أيضا عن زهير بن حرب. وأخرجه الترمذي في الجنائز عن علي بن حجر. وأخرجه النسائي فيه وفي الطب عن علي بن حجر.
قوله: (لا يتمنين) بالنون المشددة إنما نهى عن التمني لأنه في معنى التبرم
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»