يا عامر، وكلاهما سواء، وعامر هو ابن الأكوع عم سلمة راوي الحديث. وقال الكرماني: وقيل: أخوه. قوله: (هنيهاتك) بضم الهاء وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وبالهاء جمع هنيهة، ويروى: هنياتك، بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء آخر الحروف جمع هنية تصغير هنة وأصله: هنوة، ويروى: هناتك، بفتح الهاء وبعد الألف تاء الجمع وهو جمع هنة، والمراد من الكل الأشعار القصار كالأراجيز القصار. قوله: (يذكر) ويروى: فذكر. قيل: المذكور ليس شعرا، وأجيب بأن المقصود هو هذا المصراع وما بعده من المصاريع الأخرى على ما مر في الجهاد، وقيل: قد مر أن الارتجاز بهذه الأراجيز كان في حفر الخندق. وأجيب بأنه لا منافاة بينهما لجواز وقوع الأمرين جميعا. قوله: (وذكر شعرا غيره) القائل بقوله: ذكر، هو يحيى راوي الحديث، والذاكر هو يزيد بن أبي عبيد. قوله: (لولا متعتنا به) أي: وجبت الشهادة له بدعائك، وليتك تركته لنا. وقال ابن عبد البر: كانوا قد عرفوا أنه صلى الله عليه وسلم، ما استرحم لإنسان قط في غزاة يخصه به إلا استشهد، فلما سمع عمر رضي الله عنه ذلك قال: لو متعتنا بعامر. قوله: (على حمر أنسية) أي: أهلية. قوله: (ألا نهريق؟) أي: ألا نريق، والهاء زائدة. قوله: (أو ذاك) أي: افعلوا الإراقة والغسل ولا تكسروا القدور لأنها بالغسل تطهر.
6332 حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عمرو سمعت ابن أبي أوفاى رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل بصدقة قال: أللهم صل على آل فلان، فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفاى.
مطابقته للترجمة في قوله: (صل على آل فلان) قال ابن التين يعني: عليه وعلى آله. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمتثل أمر الله في ذلك قال: * ((9) وصل عليهم.. سكن لهم) * (التوبة: 103) ولا يحسن ذلك لغير النبي صلى الله عليه وسلم، أن يصلي على غيره إلا تبعا له صلى الله عليه وسلم، كآلة بني هاشم والمطلب، وعن مالك: لا يقال لفظ الصلاة في غير الأنبياء عليهم السلام.
ومسلم شيخ البخاري هو ابن إبراهيم، وعمرو هو ابن مرة واسم ابن أبي أوفى عبد الله، واسم ابن أوفى علقمة ولهما صحبة.
والحديث مضى في الزكاة عن حفص بن عمرو في المغازي عن آدم، ومضى الكلام فيه.
6333 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت جريرا قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تريحني من ذي الخلصة؟ وهو نصب كانوا يعبدونه يسمى: الكعبة اليمانية. قلت: يا رسول الله! إني رجل لا أثبت على الخيل، فصك في صدري فقال: أللهم ثبته واجعله هاديا مهديا. قال: فخرجت في خمسين من أحمس من قومي، وربما قال سفيان: فانطلقت في عصبة من قومي فأتيتها فأحرقتها، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! والله ما أتيتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب، فدعا لأحمس وخيلها.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فدعا الأحمس) لأن معناه أنه قال: اللهم صل على أحمس وعلى خيلها.
وعلي بن عبد الله هو ابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وإسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي الكوفي، واسم أبي خالد سعيد، ويقال: هرمز، ويقال: كثير، وقيس هن ابن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي، وجرير بن عبد الله الأحمسي.
والحديث مضى في الجهاد في: باب حرق الدور والنخيل عن مسدد، ومضى أيضا في المغازي.
قوله: (ألا تريحني) من الإراحة بالراء، وذو الخلصة بالخاء المعجمة واللام والصاد المهملة المفتوحات، موضع كان فيه صنم يعبدونه. قوله: (نصب) بضم النون والصاد المهملة الساكنة وبضمها أيضا قال القتبي: هو صنم أو حجر كانت الجاهلية تنصبه وتذبح عنده. قوله: (يسمى الكعبة اليمانية) وفي رواية الكشميهني كعبة اليمانية، بكسر النون وفتح الياء آخر الحروف المخففة وأصلها بالتشديد فخففوها عند النسبة كقولهم: يمانون وأشعرون. قوله: (فخرجت في خمسين من قومي)