عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢٥٩
وإذا قلت: قعد فلان القرفصاء، فكأنك قلت: قعد قعودا مخصوصا، وهو أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذه ببطنه ويحتبي بيديه فيضعهما على ساقيه، وقيل: القرفصاء جلسة المستوفز، وقيل: جلسة الرجل على أليتيه.
6272 حدثنا محمد بن أبي غالب أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن أبيه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيا بيده هاكذا.
مطابقته للترجمة في قوله: (محتبيا بيده هكذا) وهو من أفراده. ومحمد بن أبي غالب بالغين المعجمة وكسر اللام أبو عبد الله القوسي بضم القاف وسكون الواو وبالسين المهملة، نزل بغداد، وهو من صغار شيوخ البخاري ومات قبله بست سنين وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وحديث آخر في كتاب التوحيد، وله شيخ آخر يقال له: محمد بن أبي غالب الواسطي نزيل بغداد، قال الكلاباذي: سمع من هشيم ومات قبل القوسي بست وعشرين سنة، وإبراهيم بن المنذر بن عبد الله أبو إسحاق الحزامي بكسر الحاء المهملة وبالزاي نسبة إلى حزام أحد أجداده، ومحمد بن فليح يروي عن أبيه فليح بضم الفاء وفتح اللام وبالحاء المهملة ابن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين المدني عن نافع عن ابن عمر، وهو من أفراده.
قوله: (بفناء الكعبة) بكسر الفاء وهو ما امتد من جوانبها. قوله: (محتبيا) نصب على الحال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (محتبيا بيده هكذا) كذا وقع مختصرا، قيل: روى هذا الحديث عن أبي غزية محمد بن موسى الأنصاري القاضي عن فليح نحوه، وزاد: فأراه فليح فوضع يمينه على يساره موضع الرسغ، فالاحتباء قد يكون باليد، وقد يكون باليدين، فظاهر هذا الحديث أنه كان باليد، وأما باليدين فقد رواه أبو داود من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا جلس احتبى بيديه، ورواه البزار وزاد: ونصب ركبتيه، وروى البزار أيضا من حديث أبي هريرة بلفظ: جلس عند الكعبة وضم رجليه فأقامهما واحتبى بيديه.
35 ((باب من اتكأ بين يدي أصحابه)) أي هذا باب في بيان من اتكأ، قيل: الاتكاء الاضطجاع، وفي حديث عمر وهو متكئ على سرير أي: النبي صلى الله عليه وسلم مضطجع على سرير، بدليل قوله: قد أثر السرير في جنبه، وقال الخطابي: كل معتمد على شيء متمكن منه فهو متكئ.
وقال خباب: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة، قلت: ألا تدعو الله؟ فقعد خباب بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى ابن الأرت الصحابي المشهور، قال بعضهم: إيراد البخاري حديث خباب المعلق يشير به إلى أن الاضطجاع اتكاء، وزيادة. قلت: ليس كذلك، لأن الاضطجاع هو النوم، قاله ابن الأثير، وقال الجوهري: ضجع الرجل أي وضع جنبه على الأرض، واضطجع مثله، بل الوجه في إيراد حديث خباب هو كقوله: (وهو متوسد) فإن التوسد يأتي بمعنى الاتكاء، ولا سيما على قول الخطابي المذكور آنفا، وأما هذا المعلق فإنه طرف من حديث طويل قد مضى موصولا في علامات النبوة، قال: حدثني محمد بن المثنى أخبرنا يحيى عن إسماعيل أخبرنا قيس عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟... الحديث، ومضى أيضا في أول: باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
6273 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشرخ بن المفضل حدثنا الجريري عن عبد الرحمان بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين. [نه 6274 حدثنا مسدد حدثنا بشر، مثله
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»