عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢٤٤
يقرأ عليك السلام قالت قلت وعليه السلام ورحمة الله ترى ما لا نرى تريد رسول الله ) قال الداودي لا مطابقة بين الترجمة وبين حديث عائشة هذا لأن الملائكة لا يقال لهم رجال ولا نساء ولكن الله خاطب فيهم بالتذكير قلت قد قيل أن جبريل كان يأتي النبي في صورة الرجل فبهذا الاعتبار تتأتى المطابقة وأدنى المطابقة كاف في باب التراحم وابن مقاتل هو محمد بن مقاتل المروزي وعبد الله هو ابن المبارك المروزي والحديث مضى في بدء الخلق عن عبد الله بن محمد وفي الأدب وفي الرقاق عن أبي اليمان وفي فضل عائشة عن يحيى بن بكير ومضى الكلام فيه قوله يقرأ عليك السلام ويروى يقرئك السلام يقال أقرأ فلانا السلام واقرأ عليه السلام كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده قوله ترى خطاب لرسول الله قيل الملك جسم فإذا كان في مكان لا تختص رؤيته ببعض الحاضرين وأجيب بأن الرؤية أمر يجعلها الله تعالى في الشخص فهي تابعة لخلقه ولهذا عند الأشعرية أن يرى أعمى الصين بقة أندلس ولا يراها من هو عندها وقال ابن بطال السلام على النساء جائز إلا على الشواب منهن فإنه يخشى أن يكون في مكالمتهن بذلك خائنة الأعين أو نزغات الشياطين هذا قول قتادة وإليه ذهب مالك وطائفة من العلماء وقال الكوفيون لا يسلم الرجل على النساء إذا لم يكن منهن ذوات محارم وقالوا لا يسقط عن النساء الأذان والإقامة والجهر بالقراءة في الصلاة ويسقط عنهن رد السلام فلا يسلم عليهن قلت هذا ليس مذهب الحنفية فإن عندهم لا أذان ولا إقامة على النساء (تابعه شعيب: وقال يونس والنعمان عن الزهري وبركاته) أي تابع معمرا شعيب بن حمزة في روايته عن الزهري في قول عائشة عليه السلام ورحمة الله وبركاته وقال يونس أي ابن يزيد والنعمان بن راشد الخزرجي في روايتهما عن الزهري وبركاته * أما تعليق يونس فوصله البخاري في باب فضل عائشة رضي الله تعالى عنها حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة أن عائشة قالت قال رسول الله يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله * وأما تعليق النعمان فوصله الإسماعيلي من حديث إبراهيم بن إسحاق الشامي حدثنا عبد الله بن المبارك فذكره بلفظ وبركاته * - 17 ((باب إذا قال من ذا؟ فقال: أنا)) أي: هذا باب يذكر فيه إذا قال رجل لمن دق بابه. من ذا؟ يعني: من ذا الذي يدق الباب؟ فقال الداق: أنا، ولم يذكر حكمه اكتفاء بما في حديث الباب، وسقط لفظ: باب، في رواية أبي ذر.
6250 حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابرا رضي الله عنه يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا. فقال: أنا أنا، كأنه كرهها. ابقته للترجمة ظاهرة. والحديث أخرجه مسلم في الاستئذان عن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن نمير وغيره. وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد. وأخرجه الترمذي في الاستئذان عن سويد بن نصر. وأخرجه النسائي في اليوم والليلة عن حميد بن مسعد. وأخرجه ابن ماجة في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة.
قوله: (فدققت) بقافين في رواية الأكثرين وفي رواية المستملي والسرخسي: فدفعت، من الدفع، وفي رواية الإسماعيلي: فضربت الباب. قوله: (من ذا) أي: من ذا الذي يدق الباب؟ فقال جابر: أنا. فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أنا، كأنه كرهه أي: كره ذلك، ويروى: كأنه كرهها، أي: هذه اللفظة، وأنا الثاني تأكيد للأول، وإنما أكده لأنه صلى الله عليه وسلم انفعل من ذلك، ولهذا قال جابر: كأنه كرهه، لأن قوله هذا لا يكون جوابا عما سأل إذ
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»