عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ١٢٦
6049 حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن حميد قال: قال أنس: حدثني عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليخبر الناس بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: خرجت لأخبركم فتلاحى فلان وفلان وإنها رفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فتلاحى رجلان) لأن التلاحي التجادل والتصاخم وهو يفضي في الغالب إلى السباب.
والحديث مضى في كتاب الإيمان في: باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، ومضى أيضا في كتاب الصوم في: باب تحري ليلة القدر.
قوله: (رجلان) هما عبد الله بن حدرد وكعب بن مالك، قاله الكرماني، وكان لعبد الله دين علي كعب فتنازعا. قوله: (رفعت) على صيغة المجهول أي: رفعت من قلبي، يعني نسيتها. قوله: (فالتمسوها) أي: فاطلبوها في (التاسعة) أي في التاسعة والعشرين والسابعة والعشرين والخامسة والعشرين من شهر رمضان بقرينة الأحاديث الآخر.
6050 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن المعرور عن أبي ذر قال: رأيت عليه بردا وعلى غلامه بردا، فقلت: لو أخذت هاذا فلبسته كانت حلة وأعطيته ثوبا آخر. فقال: كان بيني وبين رجل كلام وكانت أمه أعجمية فنلت منها، فذكرني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: أساببت فلانا؟ قلت: نعم. قال: أفنلت من أمه؟ قلت: نعم. قال: إنك امرؤ فيك جاهلية. قلت: على حين ساعتي هاذه من كبر السن. قال: نعم! هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليظعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه.
مطابقته للترجمة في قوله: (أساببت فلانا) وعمر بن حفص بن غياث مر عن قريب، وكذا الأعمش هو سليمان، والمعرور بفتح الميم وسكون العين المهملة وضم الراء الأولى ابن سويد، قال الكرماني: بتصغير السود. قلت: ليس كذلك بل بتصغير الأسود، وذكر في بعض النسخ عن المعرور هو ابن سويد، وإنما قال: هو، لأنه أراد تعريفه وشيخه لم يذكره فلم يرد أن ينسب إليه:
والحديث قد مر في كتاب الإيمان في: باب المعاصي من أمر الجاهلية.
قوله: (قال) أي: المعرور رأيت عليه أي: على أبي ذر. قوله: (بردا) بضم الباء الموحدة وقد مر تعريفه غير مرة. قوله: (لو أخذت هذا) أي: البرد الذي على غلامك فلبسته كانت حلة لأن الحلة إزار ورداء ولا تسمى حلة حتى يكون ثوبين. قوله: (وبين رجل كلام)، الرجل هو بلال المؤذن واسم أمه حمامة بفتح الحاء المهملة وتخفيف الميم. قوله: (فنلت منها) أي: تكلمت في عرضها، وهو من النيل. قوله: (جاهلية) أي: أنك في تعيير أمه على ما يشبه أخلاق الجاهلية أي: أهلها، وهي زمان الفترة قبل الإسلام، والتنوين في: جاهلية، للتقليل والتحقير ويحتمل أن يراد بالجاهلية الجهل، أي: إن فيك جهلا، فقال: هل في جهل وأنا شيخ كبير؟ قوله: (هم) راجع إلى المماليك أو إلى الخدم أعم من أن يكون مملوكا أو أجيرا، ويقال: فيه إضمار قبل الذكر، لأن لفظ تحت أيديكم قرينة لذلك لأنه مجاز عن الملك. قوله: (ما يغلبه) أي: ما تصير قدرته فيه مغلوبة أي: ما يعجز عنه أي: لا يكلفه ما لا يطيق.
45 ((باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم: الطويل والقصير)) أي: هذا باب في بيان ما يجوز من ذكر أوصاف الناس نحو قوله: فلان طويل، وفلان قصير.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يقول ذو اليدين؟
ذكر هذا التعليق إشارة إلى أن ذكر اللقب إن كان للتعريف به يجوز ذلك، لما قال صلى الله عليه وسلم، لما صلى
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»