عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢٢٨
صلى الله عليه وسلم فإنه أخرجه هناك عن معلى بن أسد عن عبد العزيز بن مختار: حدثنا هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير... إلى آخره، وقد مضى الكلام فيه، والرفيق هم الملائكة أصحاب الملأ الأعلى.
20 ((باب دعاء العائد للمريض)) أي: هذا باب في بيان كيفية دعاء العائد للمريض عند دخوله عليه.
وقالت عائشة بنت سعد عن أبيها: اللهم اشف سعدا، قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
سعد هو سعد بن أبي وقاص، رضي الله تعالى عنه، وهو طرف من حديثه الطويل بالوصية بالثلث، وقد مضى موصولا عن قريب في: باب وضع اليد على المريض.
5675 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضا. أو أتي به. قال: أذهب الباس رب الناس، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما..
مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو عوانة الوضاح، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم هو النخعي، ومسروق بن الأجدع.
والحديث أخرجه البخاري أيضا عن عبد الله بن أبي شيبة وعمرو بن علي فرقهما كلاهما عن يحيى بن سعيد. وأخرجه مسلم في الطب عن شيبان بن فروخ وغيره. وأخرجه النسائي فيه وفي اليوم والليلة عن محمد بن قدامة وغيره.
قوله: (أو أتى به) على صيغة المجهول شك من الراوي. قوله: (أذهب) بفتح الهمزة من الإذهاب. والبأس بالنصب، مفعوله وهو بالباء الموحدة الشدة والعذاب والحزن. قوله: (رب الناس) أي: يا رب الناس، وحرف النداء محذوف. قوله: (لا شفاء إلا شفاؤك) حصر لتأكيد قوله: (أنت الشافي) لأن خبر المبتدأ إذا كان معرفا باللام أفاد الحصر، لأن الدواء لا ينفع إذا لم يخلق الله فيه الشفاء. قوله: (شفاء لا يغادر سقما) مكمل لقوله: (اشف)، والجملتان معترضتان بين الفعل والمفعول المطلق، والتنكير في: سقما، للتقليل، ومعنى: لا يغادر: لا يترك، من المغادرة وهو الترك، والسقم بفتحتين وبضم السين وسكون القاف.
* (وقال عمرو بن أبي قيس وإبراهيم بن طهمان: عن منصور عن إبراهيم وأبى الضحى: إذا أتي بالمريض، وقال جرير عن منصور عن أبي الضحى وحده، وقال: إذا أتى مريضا) *.
أشار بهذا إلى الاختلاف في قوله: (إذا أتى مريضا) أو: (أتى به) فقال عمرو بن أبي قيس الرازي: وأصله من الكوفة ولا يعرف اسم أبيه وهو صدوق ولم يخرج له البخاري إلا تعليقا، وروايته: إذا أتى بالمريض، على صيغة المجهول، وكذلك رواية إبراهيم بن طهمان كلاهما عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي، وأبي الضحى مسلم بن صبيح، ووصل تعليق إبراهيم بن طهمان الإسماعلي عن القاسم قال: أنا محمد بن إسحاق الصنعاني حدثنا يحيى بن معلى الرازي حدثنا محمد بن سابق حدثنا إبراهيم به.
قوله: (وقال جرير) أي: ابن عبد الحميد عن منصور عن أبي الضحى وحده أي: بدون رواية إبراهيم النخعي: (إذا أتى) على صيغة بناء المعلوم، وهذا وصله ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جرير: إذا أتى المريض فدعا له، والله أعلم.
21 ((باب وضوء العائد للمريض)) أي: هذا باب في بيان وضوء العائد عند دخوله على المريض.
5676 حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا مريض، فتوضأ فصب علي، أو قال: صبوا عليه فعقلت فقلت: يا رسول الله! لا يرثني إلا كلالة! فكيف الميراث؟ فنزلت آية الفرائض.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»