عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢٣٣
تعالى: * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * يريد المؤمنين، وقال في بلقيس: وأوتيت من كل شيء ولم تؤت ملك سليمان عليه الصلاة والسلام كثير، واختلف أهل التأويل فيما عادت عليه الهاء في قوله * (فيه شفاء للناس) * فقال بعضهم: على القرآن وهو قول مجاهد، وقال آخرون. على العسل، روي ذلك عن ابن مسعود وابن عباس، وهو قول الحسن وقتادة وهو أولى بدليل حديثي الباب.
5682 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعجبه الحلواء والعسل.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله (يعجبه) لأن الإعجاب أعم من أن يكون على سبيل الدواء أو الغذاء.
وعلي بن عبد الله هو ابن المديني، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين.
والحديث مضى في كتاب الأشربة في: باب شرب الحلواء والعسل، بعين هذا الإسناد والمتن.
5683 حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: إن كان في شيء من أدويتكم أو: يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي.
مطابقته للترجمة في قوله (أو شربة عسل) وأبو نعيم الفضل بن دكين، و عبد الرحمن بن الغسيل، واسم الغسيل: حنظلة بن أبي عامر الأوسي الأنصاري، استشهد بأحد وهو جنب فغسلته الملائكة، فقيل له الغسيل، وهو فعيل بمعنى مفعول، وهو جد عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة، وعبد الرحمن معدود في صغار التابعين لأنه رأى أنسا وسهل بن سعد، وجل روايته عن التابعين وهو ثقة عند الأكثرين، واختلف فيه قول النسائي، وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا وكان قد عمر فجاوز المائة فلعله تغير حفظه في الآخر، وقد احتج به الشيخان، و عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي يكنى أبا عمر ماله في البخاري إلا هذا الحديث وآخر تقدم في: باب من بنى مسجدا، في أوائل الصلاة، وهو تابعي ثقة عندهم، وقال عبد الحق في (الأحكام): وثقه ابن معين وأبو زرعة وضعفه غيرهما، ورد ذلك أبو الحسن بن القطان على عبد الحق، وقال: لا أعرف أحدا ضعفه ولا ذكره في الضعفاء.
والحديث أخرجه مسلم أيضا في الطب عن هارون بن معروف وغيره. وأخرجه النسائي فيه عن وهب بن بيان.
قوله: (أو يكون في شيء) كذا وقع بالشك، وسيأتي بعد أبواب باللفظ الأول بغير شك، وكذا لمسلم، وقال ابن التين: الصواب: أو يكن لأنه معطوف على مجزوم فيكون مجزوما، وكذا وقع في رواية أحمد: إن كان، أو: إن يكن، قيل: لعل الراوي أشبع الضمة فظن السامع أن فيها واوا فأثبتها، وفيه تأمل. قوله: (أو لذعة) بفتح اللام وسكون الذال المعجمة وبالعين المهملة، واللذع الخفيف من حرق النار، وأما اللدغ بالدال المهملة وبالغين المعجمة فهو عض ذات السم. قوله: (توافق الداء) أشار به إلى أن الكي إنما يشرع منه ما يتعين أنه يزول الداء به، وأنه لا ينبغي التجربة لذلك ولا استعماله إلا بعد التحقق. قوله: (وما أحب أن أكتوي) أشار به إلى أنه يؤخر العلاج به حتى لا يوجد الشفاء إلا فيه لما فيه من استعمال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أضعف من ألم الكي.
5684 حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أخي يشتكي بطنه. فقال: إسقه عسلا، ثم أتى الثانية، فقال: إسقه عسلا، ثم أتاه الثالثة فقال: إسقه عسلا، ثم أتاه فقال: فعلت، فقال: صدق الله
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»