عند نزول البلاء. قيل: أنه منسوخ بقول يوسف عليه السلام. * (توفني مسلما) * (يوسف: 101) وبقول سليمان عليه السلام: * (وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) * (الإسراء: 80) وحديث الباب: وألحقني بالرفيق الأعلى، ودعا عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز بالموت، ورد بأن هؤلاء إنما سألوا ما قارن الموت، فالمراد بذلك ألحقنا بدرجاتهم، وحديث عمر رضي الله تعالى عنه، رواه معمر عن علي بن زيد، وهو ضعيف.
5672 حدثني آدم حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، قال: دخلنا على خباب نعوده وقد اكتوى سبع كيات، فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، ثم أتيناه مرة أخراى وهو يبني حائطا له، فقال: إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هاذا التراب.
مطابقته للترجمة في قوله: (ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به).
وآدم هو ابن أبي إياس، وإسماعيل بن أبي خالد البجلي واسم أبي خالد سعد، وقيل: هرمز، وقيل: كثير، وقيس بن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي، وخباب بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى ابن الأرت بفتح الهمزة والراء وتشديد التاء المثناة من فوق.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الدعوات وفي الرقاق. وأخرجه مسلم في الدعوات عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره. وأخرجه النسائي في الجنائز عن محمد بن بشار.
قوله: (نعوده) جملة حالية، وكذا قوله: (وقد اكتوى) أي: في بطنه، والنهي الذي جاء عن الكي هو لمن يعتقد أن الشفاء من الكي، أما من اعتقد أن الله عز وجل هو الشافي فلا بأس به، أو ذلك للقادر على مداواة أخرى وقد استعجل ولم يجعله آخر الدواء. قوله: (إن أصحابنا الذين سلفوا) كأنه عنى بهؤلاء الذين ماتوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (مضوا ولم تنقصهم الدنيا) لأنهم كانوا في قلة وضيق عيش، وأما الذين من بعدهم فقد اتسعت لهم الدنيا بسبب الفتوحات وما زاد من الدنيا فقد نقص من الآخرة. قوله: (وإنا أصبنا) قول خباب، يعني: إنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعا يعني: مصرفا نصرفه فيه إلا التراب يعني: البنيان، فعلم من هذا أن صرف المال في البنيان مذموم، لكن المذمة فيمن بنى ما يفضل عنه ولا يضطر إليه، فذلك الذي لا يؤجر فيه لأنه من التكاثر المنهي عنه لا من بني ما يكنه، ولا غنى به عنه. قوله: (لدعوت به) أي: بالموت وذلك لشدة ما به من ألم المرض. قوله: (ثم أتيناه مرة أخرى) هو كلام قيس بن أبي حازم، أي: ثم أتينا خبابا مرة ثانية، والحال أن يبنى حائطا له. قوله: (فقال: إن المسلم يؤجر).. إلى آخره، موقوف على خباب، وقد أخرجه الطبراني مرفوعا من طريق عمر بن إسماعيل بن مجالد: حدثنا أبي عن بيان بن بشر وإسماعيل بن أبي خالد جميعا عن قيس بن أبي حازم قال: دخلت على خباب نعوده... فذكر الحديث وفيه: وهو يعالج حائطا له، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم يؤجر في نفقته كلها إلا ما يجعله في التراب، وعمر المذكور كذبه يحيى بن معين.
5673 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمان بن عوف أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لن يدخل أحدا عمله الجنة. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة، فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب.
مطابقته للترجمة في قوله: (ولا يتمنين) وأبو اليمان بفتح الياء آخر الحروف الحكم بن نافع وشعيب بن أبي حمزة، والزهري محمد بن مسلم، وأبو عبيد مصغر العبد هو مولى ابن أزهر واسمه سعد بن عبيد، وابن أزهر هو الذي ينسب إليه عبد الرحمن