عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢١١
5645 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي صعصعة أنه قال: سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يصب منه.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (يصب منه) وأبو الحباب، بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة الأولى.
والحديث أخرجه النسائي في الطب عن سعيد بن نصر وغيره.
قوله: (يصب منه) بضم الياء وكسر الصاد والضمير الذي فيه يرجع إلى الله عز وجل، وفي: منه، يرجع إلى: من كذا، هو في راوية الأكثرين معناه: يبتليه بالمصائب، قاله محيى السنة، وقال المطهري: يوصله الله إلى مصيبة ليطهره من الذنوب، وقال ابن الجوزي: أكثر المحدثين يرويه بكسر الصاد، وسمعت ابن الخشاب بفتح الصاد وهو أحسن وأليق. وقال الطيبي: الفتح أحسن للأدب كما في قوله تعالى: * (وإذا مرضت فهو يشفين) * (الشعراء: 80) وقال الزمخشري: أي نيل منه بالمصائب فعلى الفتح يكون يصب على صيغة المجهول مفعول ما لم يسم فاعله.
2 ((باب شدة المرض)) أي: هذا باب في بيان ما في شدة المرض من الفضل.
5646 حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش، وحدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مطابقته للترجمة ظاهرة وأخرج هذا الحديث من طريقين: أحدهما: عن قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن سليمان الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن مسروق بن الأجدع عن عائشة. والآخر: عن بشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة ابن محمد بن أبي محمد السختياني المروزي عن عبد الله بن المبارك المروزي عن شعبة بن الحجاج عن سليمان الأعمش... إلى آخره.
والحديث أخرجه مسلم في الأدب عن عثمان بن أبي شيبة وغيره. وأخرجه النسائي في الطب وفي الوفاة عن إبراهيم بن محمد التيمي. وأخرجه ابن ماجة في الجنائز عن محمد بن عبد الله بن نمير به.
قوله: (الوجع) أي: المرض، والعرب تسمي كل وجع مرضا، وقد خص الله تعالى أنبياءه بشدة الأوجاع والأوصاب لما خصهم به من قوة اليقين وشدة الصبر والاحتساب ليكمل لهم الثواب ويعم لهم الخير.
5647 حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا، وقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا! قلت: إن ذاك بأن لك أجرين؟ قال: أجل ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر..
مطابقته للترجمة في قوله: (وهو يوعك وعكا شديدا) لأن الوعك الذي هو الحمى مرض شديد.
ومحمد بن يوسف هو الفريابي، وسفيان هو الثوري، والأعمش هو سليمان، وإبراهيم التيمي هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي تيم الرباب الكوفي، والحارث ابن سويد بضم السين المهملة مصغر السود الكوفي، وعبد الله هو ابن مسعود، رضي الله تعالى عنه.
والحديث أخرجه مسلم في الأدب عن عثمان بن أبي شيبة وغيره. وأخرجه النسائي في الطب عن أبي كريب وغيره.
قوله: (وهو يوعك) جملة حالية بفتح العين، يقال: وعك! الرجل يوعك فهو موعوك، والوعك بسكون العين وفتحها الحمى، وقيل: ألمها وتعبها. وقال صاحب (المطالع): الوعك
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»