عمدة القاري - العيني - ج ٢٠ - الصفحة ٦١
السلامني عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي. قلت أقرأ عليك وعليك أنزل قال: إني أحب أن أسمعه من غيري.
.
هذا طريق آخر في الحديث المذكور وأخرجه عن قيس بن حفص بن القعقاع أبو محمد البصري الدارمي من أفراده عن الخمسة، وليس في شيوخ السنة من اسمه: قيس، غيره قال البخاري: مات سنة تسع وعشرين ومائتين وهو يروي عن عبد الواحد بن زياد عن سليمان الأعمش عن إبراهيم النخعي إلى آخره.
63 ((باب من رايا بقراءته القرآن أو تأكل به، أو فجر به)) أي: هذا باب في بيان إثم من رأيا من المرايات، ويروي من: رأى، بهمزة وفي بعض النسخ: باب إثم من رأيا. قوله: (بقراءته القرآن) بنصب القرآن، ويروي: بقراءة القرآن، بالجر بن علي الإضافة. قوله: (أو تأكل). من باب: تفعل، بالتشديد أي: طلب الأكل به، أي: بالقرآن. قوله: (أو فجر) بالجيم في رواية الأكثرين من الفجور، وقال ابن التين في رواية: بالخاء المعجمة من الفخرة.
7505 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي ي آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الأسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة.
مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث وهي أن القراءة إذا كانت لغير الله فهي للرياء أو للتأكل به أو نحو ذلك.
وأبو سعيد الخدري أكل بالقرآن وما تأكل، وفرق بين الأكل والتأكل أو أنه قرأ لجهة الرقية لا لجهة القراءة.
وأخرجه عن محمد بن كثير عن سفيان بن عيينة عن سليمان الأعمش عن خيثمة، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الثاء المثلثة: ابن عبد الرحمن الكوفي عن سويد، بضم السين المهملة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف ابن غفلة، بالغين المعجمة والفاء المفتوحتين، مر في كتاب اللقطة عن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه. والحديث مضى بأتم منه في علامات النبوة بعين هذا الإسناد.
قوله: (سفاء الأحلام)، أي: العقول. قوله: (يقولون من قول خير البرية)، قيل: صوابه: قول خير البرية. وأجيب: بأنه من باب القلب أو معناه خير من قول البرية، أي: من كلام الله، وهو المناسب للترجمة أو خير أقوال الخلق، أي: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (يمرقون)، أي: يخرجون. قوله: (الرمية)، بكسر الميم الخفيفة وتشديد الياء آخر الحروف، فعلية بمعنى المفعول أي: الصيد المرمي مثلا. قوله: (حناجرهم)، جمع حنجرة، وهي رأس الغلصمة حيث تراه ناتئا من خارج الحلق. قوله: (فاقتلوهم) قال مالك: من قدر عليه منهم استتيب، فإن تاب وإلا قتل. وقال سحنون: من كان يدعو إلى بدعة قوتل حتى يؤتى عليه أو يرجع إلى الله. وإن لم يدع يضنع به ما صنع عمر، رضي الله تعالى عنه، يسجن ويكرر عليه الضرب حتى يموت. قوله: (يوم القيامة) ظرف للأجر لا للقتل.
8505 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم، ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»