عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٦٣
بن الياس بن مضر. قوله: (لمراد)، بضم الميم وتخفيف الراء المهملة أبو قبيلة من اليمن. قوله: (ثم لبني غطيف) بضم الغين المعجمة وفتح الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره فاء، وهو بطن من مراد وهو: غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد. قوله: (بالجوف)، بفتح الجيم وسكون الواو وبالفاء، وهو المطمئن من الأرض، وقيل: هو واد باليمن، وفي رواية أبي ذر عن غير الكشميهني بفتح الحاء المهملة وسكون الواو، وفي رواية له عن الكشميهني بالجرف بضم الجيم والراء، وقال ياقوت: ورواية الحميدي بالراء، وفي رواية النسفي بالجون بالجيم والواو والنون. وقال أبو عثمان، رأيته كان من رصاص على صورة أسد. قوله: (عند سبأ)، هذا في رواية غير أبي ذر. وقال ابن الأثير: سبأ اسم مدينة بلقيس، وقيل: هو اسم رجل ولد منه عامة قبائل اليمن، وكذا جاء مفسرا في الحديث، وسميت المدينة به قوله: (لهمدان)، بسكون الميم وإهمال الدال قبيلة، وأما مدينة همدان التي هي مدينة من بلاد عراق العجم فهي بفتح الميم والذال المعجمة. قوله: (لحمير)، بكسر الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الياء آخر الحروف، أبو قبيلة. قوله: (لآل ذي كلاع)، بفتح الكاف وتخفيف اللام وبالعين المهملة وهو اسم ملك من ملوك اليمن. قوله: (أسماء رجال) أي: هذه الخمسة أسماء رجال صالحين قاله الكرماني، وقدر مبتدأ محذوفا. وهو قوله: هذه الخمسة، ويكون ارتفاع: أسماء رجال على الخبرية. قال: ويروى ونسر، أسما ثم قال والمراد: نسر وإخواته أسماء رجال صالحين، وقيل: وسقط لفظ: ونسر، لغير أبي ذر. قوله: (فلما هلكوا) أي: فلما مات الصالحون، وكان مبدأ عبادة قوم نوح، عليه الصلاة والسلام، هذه الأصنام بعد هلاكهم ثم تبعهم من بعدهم على ذلك. قوله: (أنصابا) جمع النصب وهو ما ينصب لغرض كالعبادة. قوله: (وسموها) أي: هذه الأصنام بأسماء الصالحين المذكورين. قوله: (فلم تعبد) هذه الأصنام حتى إذا هلك أولئك الصالحون. قوله: (وتنسخ) بلفظ الماضي من التفعيل أي تغير علمهم بصورة الحال وزالت معرفتهم بذلك، وفي رواية أبي ذر عن الكشميهني، ونسخ العلم فحينئذ عبدت على صيغة المجهول، وحاصل المعنى، أنهم لما ماتوا وتغيرت صورة الحال وزالت معرفتهم جعلوها معابيد بعد ذلك.
27 ((سورة: * (قل أوحي إلي) *)) أي: هذا تفسير بعص سورة: * (قل أوحي) * (الجن: 1) تسمى: سورة الجن، وهي مكية. وهي ثمانمائة وسبعون حرفا. ومائتان وخمس وثمانون كلمة، وثمان وعشرون آية.
قال ابن عباس: لبدا: أعوانا أي: قال ابن عباس في قوله تعالى: * (وإنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) * (الجن: 91) ووصل هذا التعليق ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه هكذا. قوله: (لبدا)، يعني: مجتمعين يركب بعضهم بعضا ويزدحمون ويسقطون حرصا منهم على استماع القرآن، وعن الحسن وقتادة وابن زيد يعني لما قام عبد الله بالدعوة تلبدت الإنس والجن وتظاهروا عليه ليبطلوا الحق الذي جاءهم به ويطفؤا نور الله فأبى الله إلا أن يتم هذا الأمر وينصره ويظهره على من ناواه. وقال النسفي في (تفسيره) وأصل اللبد الجماعات بعضها فوق بعض جمع لبدة وهي ما تلبد بعضه على بعض، ومنه سمي اللبد لتراكمه، وعاصم كان يقرؤها بفتح اللام وبضم الذي في سورة البلد، وفسر لبدا بكثير هناك، ولبدا هنا باجتمع بعضها على بعض، وقرئ بضم اللام والباء وهو جمع لبود، وقرئ: لبدا جمع لابد كراكع وركع، فهذه أربع قراآت. قوله: (أعوانا)، جمع عون وهو الظهير على الأمر، وهو مكرر في بعض النسخ أعني: ذكر مرتين.
بخسا نقصا أشار به إلى قوله تعالى: * (فلا يخاف بخسا ولا رهقا) * (الجن: 31) وفسر البخس بالنقص، والرهق في كلام العرب الإثم وغشيان المحارم، وهذا لم يثبت إلا للنسفي وحده.
1294 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»