عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٣٠
والمقداد بن الأسود وأبا مرثد، وكانوا كلهم فرسانا. قوله: (روضة خاخ)، بخاءين معجمتين لا غير. قوله: (ظعينة)، بفتح الظاء المعجمة وكسر العين المهملة وهي المرأة في الهودج واسمها سارة بالسمين المهملة والراء. قوله: (تعادى)، بلفظ الماضي، أي: تتباعد وتتجارى قوله: (أو لتلقين) اللام فيه للتأكيد ومقتضى القواعد النحوية أن يقال، لتلقن، بحذف الياء فتأويله أنه ذكر كذلك لمشاكلة لتخرجن. قوله: (كنت أمرءا من قريش) أي: بالحلف والولاء لا بالنسب والولادة حتى لا يقال بينه وبين قوله: لم أكن من أنفسهم، تناف قوله: (يدا) أي: يدا منه عليهم وحق محبة. قوله: (صدقكم) بتخفيف الدال أي: قال الصدق. قوله: (دعني) أي: ارتكني ومكني. قوله: (فاضرب)، أي: فإن اضرب فإن قلت: كيف قال عمر، رضي الله تعالى عنه، ما قال مع تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب فيما قاله؟ قلت: قال ذلك لقوة دينه وصلابته في الحق ولم يجزم بذلك فلهذا استأذن في قتله، وإنما أطلق عليه اسم النفاق لكونه أقدم على شيء فيه خلاف ما ادعاه. قوله: (لعل الله) كلمة: لعل. ليست للترجي في حق الله بل للوقوع. قوله: (غفرت) أي: الأمور الأخروية وإلا فلو توجه على أحد منهم مثلا يستوفي منه قوله: * (لا تتخذوا عدوي وعدوكم) * (الممتحنة: 1) هذا المقدار للأكثرين وفي رواية أبي ذر مع ذكر أولياء قوله: (قال قال عمرو) أي: عمرو بن دينار هو موصول بالإسناد المذكور. قوله: (قال) أي: قال سفيان بن عيينة لا أدري الآية. وهي قوله تعالى: * (لا تتخذوا عدوي وعدوكم) * من نفس الحديث هو، أو هو من قول عمرو بن دينار، وقد شك فيه.
حدثنا علي قيل لسفيان في هذا فنزلت: * (لا تتخذوا عدوي) * قال سفيان هذا في حديث الناس حفظته من عمرو ما تركت منه حرفا وما أرى أحدا حفظه غيري.
علي هو ابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة.
قوله: (في هذا) أي: في أمر حاطب نزلت الآية. أي: قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي) * الآية، قال سفيان بن عيينة: هذا في حديث الناس ورواياتهم، وأما الذي حفظته من عمرو بن دينار فهو الذي رويته من غير ذكر النزول، وما تركت منه حرفا ولم أظن أحدا حفظ هذا الحديث من عمرو غيري، ملخص ما قاله سفيان: لا أدري أن حكاية نزول الآية من تتمة الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، وقول عمرو بن دينار موقوفا عليه أدرجه هو من عنده، وسفيان لم يجزم بهذه الزيادة، وقد روى النسائي عن محمد بن منصور ما يدل على هذه الزيادة مدرجة، وروى الثعلبي هذا الحديث بطوله وفي آخره فأنزل الله تعالى في شأن حاطب ومكاتبته * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا) * الآية.
2 ((باب: * (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) * (الممتحنة: 1)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) * الآية. أي: حال كونهن مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام، واتفقوا على نزولها بعد الحديبية. وأن سببها ما تقدم من الصلح بين قريش والمسلمين على أن من جاء من قريش إلى المسلمين يردونه إلى قريش ثم استثنى الله من ذلك النساء المهاجرات بشرط الامتحان، وهو قوله: * (فامتحنوهن) *.
1984 حدثنا إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهاذه الآية بقول الله: * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك) * إلى قوله: * (غفور رحيم) *.
قال عروة قالت عائشة فمن أقر بهاذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بايعتك على كلاما ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما يبايعهن إلا بقوله قد بايعتك على ذالك .
مطابقته للترجمة في قوله: * (كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات) * وإسحاق هو ابن منصور أو ابن إبراهيم ويعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف واسم ابن أخي ابن شهاب محمد بن عبد الله بن مسلم،
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»