عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٠٥
وازدجر: استطير جنونا أشار به إلى قوله عز وجل ذكره: * (وقالوا مجنون وازدجر) * (القمر: 9) ومعناه: استطير جنونا، وهكذا فسره مجاهد: وعن ابن زيد: اتهموه وزجروه ووعدوه لئن لم تفعل لتكونن من المرجومين، وقال الثعلبي: زجروه عن دعوته ومقالته.
دسر أضلاع السفينة أشار به إلى قوله تعالى: * (وحملناه على ذات ألواح ودسر (القمر: 31) وفسر: (الدسر) بأضلاع (السفينة) وهكذا روي عن مجاهد، وفي التفسير: دسر مسامير واحدها داسر ودسير، يقال منه: دسرت السفينة إذا شددته بالمسامير. قاله قتادة وابن زيد وهو رواية عن ابن عباس، وعن الحسن: هي صدر السفينة سميت بذلك لأنها تدسر الماء بجؤجئها. أي: تدفع، وهي رواية أيضا عن ابن عباس. قال: الدسر كلكل السفينة، وأصل الدسر الدفع، وفي الحديث في العنبر: إنما هو شيء دسره البحر. أي: دفعه.
لمن كان كفر يقول كفر له جزاء من الله أشار به إلى قوله تعالى: * (تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر) * (القمر: 41) وفسره بقوله: * (كفر له جزاء من الله) * أي: كفر له من الكفران، بالنعمة. والضمير في له، لنوح، عليه الصلاة والسلام، أي: فعلنا بنوح وبهم ما فعلنا من فتح أبواب السماء وما بعده من التفجير ونحوه جزاء من الله بما صنعوا بنوح وأصحابه، وقال النسفي: قال الفراء: جزاء بكفرهم، ومن، بمعنى: ما المصدرية وقيل: معناه عاقبناهم لله ولأجل كفرهم به، وقيل: معناه لمن كان كفر بالله، وهو قراءة قتادة فإنه كان يقرأ بفتح الكاف والفاء، وقال: لمن كفر بنوح، عليه السلام.
محتضر: يحضرون الماء أشار به إلى قوله تعالى: * (ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر) * (القمر: 82) يعني: قوم صالح، عليه الصلاة والسلام، يحضرون الماء إذا غابت الناقة فإذا جاءت حضروا اللبن، هكذا روي عن مجاهد. قوله: (شرب) أي: نصيب من الماء، وفي التفسير: محتضر يحضره من كانت نوبته فإذا كانت نوبة الناقة حضرت شربها، وإذا كان يومهم حضروا شربهم.
وقال ابن جبير: مهطعين النسلان. الخبب السراع أي: قال سعيد بن جبير في قوله تعالى: * (مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر) * (القمر: 8) هذا رواه ابن المنذر عن موسى حدثنا يحيى حدثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير. قوله: (مهطعين)، أي: مسرعين من الإهطاع. قوله: (النسلان)، تفسير الإهطاع الذي يدل عليه، مهطعين، والنسلان، بفتح النون والسين المهملة: مشية الذئب إذا أعنق، وفسره هنا بالخبب بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة بعدها أخرى، وهو ضرب من العدو. قوله: (السراع)، من المسارعة: تأكيد له، وروى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: مهطعين. قال: ناظرين، وعن قتادة: عامدين إلى الداعي، أخرجه عبد بن حميد، وقال أحمد بن يحيى: المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع لا يتبع بصره، والداعي هو إسرافيل عليه الصلاة والسلام.
وقال غيره: فتعاطى فعاطها بيده أي: قال غير سعيد بن جبير في قوله تعالى: * (فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر) * (القمر: 92) وفسر: (فتعاطى) بقوله: (فعاطها بيده) أي: تناولها بيده فعقرها أي: ناقة صالح عليه الصلاة والسلام، هذا المذكور هو في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره فتعاطى فعاطى بيده فعقرها، وقال ابن التين: لا أعلم لقوله: عاطها هنا وجها إلا أن يكون من المقلوب الذي قلبت عينه على لامه. لأن العطو التناول فيكون المعنى: فتناولها بيده، وأما عوط فلا أعلمه في كلام العرب، وأما عيط فليس معناه موافقا لهذا. وقال ابن فارس: التعاطي الجراءة، والمعنى: تجرى فعقر.
المحتضر كحظار من الشجر محترق أشار به إلى قوله تعالى: * (فكانوا كهشيم المحتظر) * (القمر: 13) وفسر: (المحتظر) بقوله: (كحظار) بكسر الحاء المهملة وفتحها وبالظاء المعجمة أي: منكسر من الشجر محترق، وكذا روى ابن المنذر ومن طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وقد أخبر الله عز وجل عنهم
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»