عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٠٣
مكان كائن بالمشلل الكائن من قديد، بضم القاف مصغر القدد، وهو من منازل طريق مكة إلى المدينة.
قوله: (وقال عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي)، بالفاء المصري. كان أمير مصر لهشام مات سنة سبع وعشرين ومائة وأخرج له مسلم متابعة. قوله: (عن ابن شهاب)، وهو الزهري أي: يروي عن ابن شهاب، وهو الزهري الراوي في الحديث المذكور، ووصل هذا التعليق الطحاوي من طريق عبد الله بن صالح عن الليث عن عبد الرحمن بطوله. قوله: (هم) أي: الأنصار. قوله: (وغسان)، عطف عليه وهم قبيلة. قوله: (يهلون بمناة) أي: يحرمون بمناة قبل الإسلام. قوله: (مثله) أي: مثل حديث سفيان بن عيينة المذكور قبله. قوله: (وقال معمر) بفتح الميمين، وهو ابن راشد عن الزهري وهو محمد بن مسلم، وهذا التعليق وصله الطبري عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر إلى آخره مطولا. قوله: (ومناة صنم بين مكة والمدينة) أي: مناة اسم صنم كائن بين مكة والمدينة كانت صنما لخزاعة وهذيل، سميت بذلك لأن دم الذبائح كان يمني عليها أي يراق، وفي (تفسير ابن عباس) كانت مناة على ساحل البحر تعبد، وفي (تفسير عبد الرزاق) أخبرنا معمر عن قتادة: اللات لأهل الطائف، وعزى لقريش، ومناة للأنصار، وعن ابن زيد: مناة بيت بالمشلل تبعده بنو كعب، ويقال: مناة أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها. قوله: (نحوه) أي: نحو الحديث المذكور.
4 ((باب: * (فاسجدوا لله واعبدوا) * (النجم: 26)) أي: هذا باب في قوله تعالى: (فاسجدوا لله واعبدوا) وهو آخر سورة النجم. قيل: وقع للأصيلي، واسجدوا، بالواو وهو غلط. قلت: لا ينسب الغلط للأصيلي بل للناسخ لعدم تمييزه.
2684 حدثني أبو معمر حدثنا الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو معمر بفتح الميمين عبد الله بن عمرو المنقري المقعد البصري، وعبد الوارث بن سعيد، وأيوب هو السختياني.
والحديث قد مضى في أبواب سجود القرآن في: باب سجود المسلمين مع المشركين فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن عبد الوارث إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (المسلمون)، يتناول الجن والإنس، وفائدة ذكر قوله: (والجن والإنس) لدفع وهم اختصاصه بالمسلمين. قوله: (والمشركون) أي: وسجد معه المشركون. قال الكرماني: سجد المشركون لأنها أول سجدة نزلت فأرادوا معارضة المسلمين بالسجدة لمعبودهم أو وقع ذلك منهم بلا قصد أو خافوا في ذلك المجلس من مخالفتهم، وما قيل كان ذلك بسبب ما ألقي الشيطان في أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* تلك الغرانيق العلى * منها الشفاعة ترتجى * فلا صحة له نقلا وعقلا وقال بعضهم: الاحتمالات الثلاثة فيها نظر، والأول منها لعياض، والثاني: يخالفه سياق ابن مسعود حيث زاد فيه أن الذي استثناه منهم أخذ كفا من حصا فوضع جبهته عليه فإن ذلك ظاهر في القصد، والثالث أبعد إذ المسلمون حينئذ هم الذين كانوا خائفين من المشركين لا العكس. قلت: ادعى هذا القائل أن في هذه الاحتمالات نظرا، فقال في الأول: إنه لعياض، يعني: مسبوق فيه بالقاضي عياض، فبين أنه لعياض ولم يبين وجه النظر، وذكر وجه النظر في الثاني: بقوله: يخالفه سياق ابن مسعود، وهذا غير دافع لبقاء الاحتمال في عدم القصد من الذي أخذ كفا من حصا فوضع جبهته عليه، وقال في الثالث: أبعد. إلى آخره فالذي ذكره أبعد مما قاله لأن المسلمين كانوا خائفين من المشركين وقت سجودهم لم يكونوا يتمكنون من السجود لأن السجود موضع الجبهة على الأرض ومن يتمكن من ذلك وراءه من يخاف منه خصوصا أعداء الدين، وقصدهم هلاك المسلمين؟.
تابعه ابن طهمان عن أيوب ولم يذكر ابن علية ابن عباس أي: تابع عبد الوارث، إبراهيم بن طهمان في روايته عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس إلى آخره، وفي رواية أبي ذر، إبراهيم مذكور وأخرج الإسماعيلي هذه المتابعة من طريق حفص بن عبد الله النيسابوري عن ابن طهمان بلفظ أنه قال حين
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»