نزلت السورة التي يذكر فيها النجم سجد لها الإنس والجن. قوله: (ولم يذكر ابن علية ابن عباس) أي: لم يذكر إسماعيل بن علية عبد الله بن عباس أراد به أنه حدث به عن أيوب فأرسله، وأخرجه ابن أبي شيبة عنه وليس هذا بقادح لاتفاق ثقتين وهما عبد الوارث وإبراهيم بن طهمان على وصله.
3684 حدثنا نصر بن علي أخبرني أبو أحمد يعني الزبيري حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه قال أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم قال فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعذ ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة. ونصر بن علي الجهضمي الأزدي البصري، مات بالبصرة سنة خمسين ومائتين، قاله أبو العباس السراج، وهو شيخ مسلم أيضا. وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، يروي عن جده أبي إسحاق عمرو السبيعي عن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي خال إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود، وهذا الحديث مر في أبواب سجود القرآن في: باب سجدة والنجم، فإنه أخرجه هناك عن حفص بن عمر عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد إلى آخره، ومر الكلام فيه هناك.
قوله: (فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: بعد فراغه من قراءتها. قوله: (إلا رجلا) بينه في الحديث أنه أمية بن خلف. قوله: (أخذ كفا من تراب)، وفي رواية كفا من حصا أو تراب. قوله: (فسجد عليه) وفي رواية شعبة: (فرفعه إلى وجهه. فقال: يكفيني هذا) قوله: (وهو) أي: الرجل المذكور (هو أمية بن خلف) ولم يذكر هو، وفي رواية شعبة، وفي رواية بن سعد أن الذي لم يسجد هو الوليد بن المغيرة. قال: وقيل: سعيد بن العاص بن أمية، قال: وقال بعضهم: كلاهما جميعا وجزم ابن بطال في: باب سجود القرآن أنه الوليد، وهذا مستغرب منه مع وجود التصريح بأنه أمية بن خلف. ولم يقتل كافرا ببدر من الذين سموا عنده غيره.
45 ((* (سورة اقتربت الساعة) *)) أي: هذا في تفسير بعص سورة: * (اقتربت الساعة) * وتسمى أيضا: سورة القمر. قال مقاتل: فيما ذكره ابن النقيب وغيره: مكية إلا ثلاث آيات أولها: * (أم يقولون نحن جميع منتصر) * (القمر: 44) وآخرها قوله: * (والساعة أدهى وأمر) * (القمر: 64) كذا قالوه عن مقاتل وفيه نظر من حيث إن الذي في تفسيره هي مكية غير آية * (سيهزم الجمع) * (القمر: 54) فإنها نزلت في أبي جهل بن هشام يوم بدر. وهي ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرون حرفا، وثلاثمائة واثنان وأربعون كلمة. وخمس وخمسون آية. قوله: * (اقتربت الساعة) * أي: دنت القيامة وعن ابن كيسان في الآية تقديم وتأخير مجازها: انشق القمر واقتربت الساعة.
(بسم الله الرحمان الرحيم) لم تثبت البسلمة إلا لأبي ذر.
وقال مجاهد مستمر ذاهب أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (وأن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) * (القمر: 2) فسر: (مستمر) بقوله: (ذاهب) هذا التعليق رواه عبد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه، روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس مستمر. قال: ذاهب وفي التفسير: مستمر ذاهب سوف يذهب ويبطل، من قولهم: مر الشيء واستمر، وعن الضحاك: محكم شديد قوي، وعن قتادة: غالب، من قولهم: مر الحبل إذا صلب واشتد وقوي، وأمررته إنا إذا أحكمت فتله، وعن الربيع: نافذ، وعن يمان: ماض، وعن أبي عبيدة: باطل، وقيل: يشبه بعضه بعضا.
مزدجر: متناه أشار به إلى قوله عز وجل: * (ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر) * (القمر: 4) أي: متناه: بصيغة الفاعل أي: نهاية وغاية في الزجر لا مزيد عليه، وكذا فسره قتادة، ويجوز أن يكون بصيغة المفعول من التناهي بمعنى الانتهاء. أي: جاءكم من أخبار عذاب الأمم السالفة ما فيه موضع الانتهاء عن الكفر والانزجار عنه، فافهم، وعن سفيان. منتهى، وأصل: مزدجر مزتجر قلبت التاء دالا.