عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٢٠
قوله: (اللاتي وهبن) ظاهره أن الواهبة أكثر من واحدة؟ منهن: خولة بنت حكيم، رواه ابن أبي حاتم، ومنهن: أم شريك رواه الشعبي، ومنهن: فاطمة بنت شريح، رواه أبو عبيدة، ومنهن: ليلى بنت الحطيم، رواه بعضهم، ومنهن: ميمونة بنت الحارث، رواه قتادة عن ابن عباس وهو منقطع. قوله: (ما أرى) ربك إلى آخره أي: ما أرى الله إلا موجدا لمرادك بلا تأخير منزلا لما تحب وترضاه.
9874 حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم الأحول عن معاذة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هاذه الآية: * (ترجىء من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) * (الأحزاب: 15) فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول له إن كان ذاك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوتر عليك أحدا.
مطابقته للترجمة ظاهرة، وحبان: بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة: ابن موسى أبو محمد السلمي المروزي، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي، وعاصم بن سليمان الأحول المصري، ومعاذ، بضم الميم وبالعين المهملة والذال المعجمة بنت عبد الله العدوية البصرية.
والحديث أخرجه مسلم في الطلاق عن شريح بن يونس، وعن الحسن بن عيسى. وأخرجه أبو داود في النكاح عن يحيى بن معين ومحمد بن الطباع، وأخرجه النسائي في عشرة النساء عن محمد بن عامر المصيصي.
قوله: (كان يستأذن في يوم المرأة) بإضافة يوم إلى المرأة ويروى في اليوم المرأة بنصب المرأة ويروى: يستأذن المرأة في اليوم أي: اليوم الذي تكون فيه نوبتها إذا أراد أن يتوجه إلى الأخرى. قوله: (ما كنت)؟ استفهام. قوله: (له) أي: للنبي، صلى الله عليه وسلم، قوله: (إن كان ذاك) أي: الاستئذان.
تابعه عباد بن عباد سمع عاصما أي: تابع عبد الله عباد بن عباد، بتشديد الياء الموحدة فيهما، أبو معاوية المهلبي، ووصله ابن مردويه في تفسيره من طريق يحيى بن معين عن عباد بن عباد.
8 ((باب قوله تعالى: * (لا تدخلوا بيوت النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولاكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طمعتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فأسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) * (الأحزاب: 35)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (لا تدخلوا) * الآية. وعند أبي ذر والنسفي: كذا * (لا تدخلوا بيوت النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يؤذن لكم إلى طعام) * إلى قوله: (عظيما) وغيرهما: ساقوا الآية كلها كما هو هاهنا. قوله: (لا تدخلوا)، أوله * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا) *؟ الآية. قوله: (إلا أن يؤذن لكم)، أي: إلا تدعوا إلى طعام فيؤذن لكم فتأكلونه. قوله: (غير ناظرين)، أي: غير منتظرين إناه أي: وقت إدراكه ونضجه، وعن ابن عباس: نزلت في ناس من المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبي، صلى الله عليه وسلم، فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك ثم يأكلون ولا يخرجون، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتأذى منهم فنزلت هذه الآية، وغير: نصب على الحال. قوله: (فإذا طعمتم)، أي: فإذا أكلتم الطعام. قوله: (فانتشروا)، أي: فتفرقوا واخرجوا من منزله. قوله: (ولا مستأنسين) عطف على قوله: (غير ناظرين) أي: ولا غير مستأنسين أي: طالبين الأنس لحديث، نهوا أن يطيلوا الجلوس يستأنس بعضهم لبعض لأجل حديث يحدثون به. قوله: (إن ذلكم)، أي: إطالتكم في القعود وانتظاركم الطعام
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»