عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ١٨٩
رواه الليث عن أبي الأسود أي: روى الحديث المذكور الليث بن سعد عن أبي الأسود المذكور، ورواه الإسماعيلي عن أحمد بن منصور الرمادي. قال: حدثنا أبو صالح. قال: حدثني الليث عن أبي الأسود، ورواه الطبراني في الأوسط، وقال: ولم يروه عن أبي الأسود إلا الليث وابن لهيعة انتهى، ورواية البخاري من طريق حيوة بن شريح ترد عليه.
20 ((باب: * (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) * (النساء: 98)) في بعض النسخ: باب * (إلا المستضعفين) * الآية. فإن صح هذا عن أحد من رواة البخاري فالتقدير: هذا باب في قوله تعالى: * (إلا المستضعفين) * الآية وهذا الاستثناء من أهل الوعيد، المذكور قبله وهو قوله تعالى: * (فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) * (النساء: 97) وهذا عذر من الله تعالى لهؤلاء في ترك الهجرة، وذلك لأنهم لا يقدرون على التخلص من أيدي المشركين، ولو قدروا ما عرفوا يسلكون الطريق وهو معنى قوله: * (ولا يهتدون سبيلا) * وقال عكرمة: في قوله: * (ولا يهتدون سبيلا) * يعني: نهوضا إلى المدينة، وقال السدي: يعني مالا. وقال مجاهد: يعني طريقا.
21 ((باب قوله: * (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا) * (النساء: 99)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (فأولئك) * الآية. كذا وقع في كثير من النسخ على لفظ القرآن، ووقع بلفظ: فعسى الله أن يعفو عنهم وكان الله غفورا رحيما، في رواية الأكثرين والصواب ما وقع بلفظ القرآن، وكذا وقع في رواية أبي ذر: فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم، الآية ووقع في جمع بعض من عاصرناه ممن تصدى لشرح البخاري، وكان الله غفورا رحيما، وهو أيضا غير صواب على ما لا يخفى. قوله: (فأولئك)، إشارة إلى قوم أسلموا ولكن تباطؤا في الهجرة، وهذا بخلاف قوله: (فأولئك مأواهم جهنم) قوله: (عسى الله أن يعفو عنهم)، يعني: لا يستقصي عليهم في المحاسبة، وفي (تفسير ابن كثير) أي: يتجاوز عنهم ترك الهجرة، وعسى من الله موجبة، وفي (تفسير ابن الجوزي) قال مجاهد: هم قوم أسلموا وثبتوا على الإسلام ولم يكن لهم عجلة في الهجرة، فعذرهم الله تعالى بقوله: * (عسى الله أن يعفو عنهم) *.
4598 ح دثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل أن يسجد اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد بن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف.
مطابقته للترجمة من حيث إن الذين عذرهم الله في الآية المترجم بها هم المستضعفون، وقد دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، ودعا على من عوقهم عن الهجرة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى بن أبي كثير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
وقد مر الحديث في كتاب الاستسقاء في: با دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أخرجه من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وقد مر الكلام فيه هناك.
قوله: (وطأتك) الوطأة الدوسة والضغطة. يعني: الأخذة
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»