مصريون.
قوله: (رجلان) (أحدهما): العلاء بن عرار، بالمهملات والأولى مكسورة قال ابن ماكولا: علاء بن عرار سمع عبد الله بن عمر وروى عنه أبو إسحاق السبيعي (والآخر) حبان: بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة: صاحب الدثنية، ضبطه بعضهم بفتح الدال والثاء المثلثة وكسر النون وتشديد الياء آخر الحروف المفتوحة، وقال: هو موضع بالشام، قلت: كل ذلك غلط، وقال ابن الأثير: الدثنية، بكسر الثاء المثلثة وسكون الياء ناحية قرب عدن. قوله: (في فتنة ابن الزبير) وهي محاصرة الحجاج عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما، وكانت في أواخر سنة ثلاث وسبعين، وكان الحجاج أرسله عبد الملك بن مروان لقتال ابن الزبير، وقتل عبد الله بن الزبير في آخر تلك السنة ومات عبد الله بن عمر في أول سنة أربع وسبعين. قوله: (أن الناس ضيعوا)، بضم الضاد المعجمة وكسر الياء آخر الحروف المشددة من التضييع وهو الهلاك في الدنيا والدين هذه رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني بفتح الصاد المهملة، وفيه حذف تقديره: صنعوا ما ترى من الاختلاف.
قوله: (وزاد عثمان بن صالح) أي: زاد على رواية محمد بن بشار. قوله: (أن رجلا) قيل: إنه حكيم، ذكره الحميدي عن البخاري. قوله: (وتترك الجهاد) أي الجهاد الذي هو القتال مع هؤلاء كالجهاد في سبيل الله في الأجر، وليس المراد الجهاد الحقيقي الذي هو القتال مع الكفار. قوله: (أما قتلوه وأما يعذبوه) إنما قال في القتل بلفظ الماضي وفي العذاب بلفظ المضارع لأن التعذيب كان مستمرا بخلاف القتل. قوله: (فكرهتم أن تعفوا عنه) بلفظ خطاب لجمع ويروى أن يعفو بالإفراد للغائب أي: الله عز وجل. قوله: (وخنته)، بفتح الخاء المعجمة والتاء المثناة من فوق وبالنون. قال ابن فارس: الختن أبو الزوجة، وقال الأصمعي: الأختان من قبل المرأة، والأحماء من قبل الزوج، والصهر يجمع ذلك كله. قوله: (فهذا بيته)، يريد بين بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأراد بذلك قربه.
31 ((باب قوله: * (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) * (البقرة: 195)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (وأنفقوا) * الخ. قوله: (وأنفقوا) عطف على قوله: * (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) * (البقرة: 193) وسبب نزولها أن الأنصار كانوا ينفقون ويتصدقون فأصابتهم سنة فأمسكوا، والسبيل الطريق والمراد به طريق الخيرات. قوله: (ولا تلقوا بأيدكم) قال الزمخشري الباء زائدة المعنى، أي لا تقبضوا التهلكة أيديكم، وقيل: معناه لا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة، فالأنفس مضمرة والباء أداة والأيدي عبارة عن كل البدن، كما في قوله تعالى: * (تبت يدا أبي لهب) * (المسد: 1) أي: تب هو، قال الحسن البصري: التهلكة البخل، وقال سماك بن حرب عن النعمان بن بشير في قوله تعالى: * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * (البقرة: 195) أن يذنب الرجل الذنب فيقول: لا يغفر لي فأنزل الله تعالى: * (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة) * الآية، رواه ابن مردويه، وروى عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس التهلكة عذاب الله قوله: (وأحسنوا) فيه أقوال. أحدها: في أداء الفرائض والثاني: الظن بالله. الثالث: تفضلوا على من ليس في يده شيء. الرابع: صلوا الخمس.
التهلكة والهلاك واحد يعني: كلاهما مصدران لكن التهلكة من نوادر المصادر، يقال: هلك الشيء يهلك هلاكا وهلوكا ومهلك ومهلكا وتهلكة، والاسم الهلك، بالضم، والهلكة بفتح اللام والهلاك قال الزمخشري: ويجوز أن يكون أصل التهلكة بكسر اللام كالتجربة، فأبدلت من الكسرة ضمة كما جاءت الجوار في الجوار.
4516 ح دثنا إسحاق أخبرنا النضر حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن حذيفة وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال نزلت في النفقة.
مطابقته للترجمة ظاهرة وإسحاق هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، والنضر، بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن شميل مصغر شمل، وسليمان هو الأعمش، وأبو وائل شقيق بن سلمة. قوله: (في النفقة) أي: في ترك النفقة في سبيل الله.