عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٧٨
وقال وحشي قتل حمزة طعيمة بن عدي بن الخيار يوم بدر وحشي، بفتح الواو وسكون الحاء المهملة وكسر الشين المعجمة وتشديد الياء: هو ابن حرب ضد الصلح الحبشي، مولى طعيمة مصغر الطعمة بالمهملتين، وقيل: مولى جبير بن مطعم بن عدي بن الخيار، كذا وقع فيه: ابن الخيار، وهو وهم والصواب: ابن نوفل، وقال ابن الأثير: هو طعيمة بن عدي بن نوفل، ولم يذكر ابن الخيار. قوله: (قتل حمزة) أي: ابن عبد المطلب، وكان جبير بن مطعم وهو ابن أخي طعيمة قال له: لما قتل حمزة يوم بدر: طعيمة! إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، فقتله يوم أحد على ما سيأتي إن شاء الله تعالى، وهذا التعليق رواه البخاري في غزوة أحد في: باب قتل حمزة، رضي الله تعالى عنه.
وقوله تعالى وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم الآية) * (الأنفال: 7).
كلمة: إذ، منصوبة بإضمار: اذكر، والمراد بإحدى الطائفتين: الطائفة التي فيها العير والتي فيها النفير، وكان في العير أبو سفيان ومن معه ومعهم من الأموال، وكان في النفير أبو جهل وعتبة بن ربيعة وغيرهما من رؤساء قريش مستعدين للسلاح متأهبين للقتال، ومراد المسلمين حصول العير لم، وقصة ذلك مختصرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج من المدينة طالبا لعير أبي سفيان التي بلغه خبرها أنا صادرة من الشام فيها أموال جزيلة لقريش، فاستنهض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المسلمين من خف منهم، فخرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجل وطلب نحو الساحل من على طريق بدر، وعلم أبو سفيان بخروج النبي صلى الله عليه وسلم، في طلبه: فبعث ضمضم بن عمرو نذيرا إلى أهل مكة فنهضوا في قريب من ألف مقنع ما بين تسعمائة إلى الألف، وتيامن أبو سفيان بالعير إلى ساحل البحر فنجا، وجاء النفير فوردوا ماء بدر، وجمع الله بين المسلمين والكافرين على غير ميعاد لما يريد الله تعالى من إعلاء كلمة المسلمين ونصرهم على عدوهم والتفرقة بين الحق والباطل، والغرض أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم لما بلغه خروج النفير أوحى الله إليه بعدة إحدى الطائفتين: إما العير وإما النفير، ورغب كثير من المسلمين إلى العير لأنه كسب بلا قتال، كما قال تعالى: * (وتودون أن غير ذات الشوكة) * (الأنفال: 7). الآية. قوله: (أنها لكم) بدل من * (إحدى الطائفتين) * (الأنفال: 7). قوله: (وتودون)، أي: تحبون أن الطائفة التي لا حد لها ولا منعة ولا قتال تكون لكم وهي العير، والشوكة: الشدة والقوة، وأصلها من الشوك، وقال أبو عبيدة: يقال: ما أشد شوكة بني فلان، أي: حدهم، وكأنها مستعارة من واحد الشوك.
قال أبو عبد الله الشوكة الحدة أبو عبد الله هو البخاري، ففسر الشوكة بالحدة، وقد ذكرناه، وليس هذا بمذكور في بعض النسخ.
3951 حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمان ابن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب أحد تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد..
مطابقته للترجمة تظهر من لفظ الحديث، وقال بعضهم: والغرض منه هنا قوله: (ولم يعاتب أحدا)، انتهى. قلت: أراد به وجه المطابقة بين الحديث والترجمة، وليس الغرض ذلك، لأن ما قاله لا يطابق الترجمة بل الوجه ما ذكرناه، ورجاله قد مروا ولا سيما شيخه إلى عبد الرحمن، وهو طرف من حديث كعب بن مالك في قصة توبته، وسيأتي مطولا في غزوة تبوك.
قوله:
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»