عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٧٢
إذا أرخاه، وهو من باب نصر ينصر، وجاء أيضا من باب ضرب يضرب، والفرق فرق الشعر بعضه من بعض.
3945 حدثني زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال هم أهل الكتاب جزؤه أجزاءا فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
لما كان: أهل الكتاب، مذكورا في الحديث السابق في حديث ابن عباس، قال ابن عباس: هم أهل الكتاب الذين جزؤه، أي: جزؤا القرآن أجزاء فآمنوا ببعضه، وكفروا ببعضه، ذكر هذا في تفسير قوله تعالى: * (الذين جعلوا القرآن عضين) * (الحجر: 91). أي: أجزاء، وهو جمع عضة، وأصلها: عضوة على وزن فعلة من عضا الشاة إذا جزأها أعضاء، وفي رواية الكشميهني بعد قوله: (وكفروا ببعضه) يعني: في قوله تعالى: * (الذين جعلوا القرآن عضين) * (الحجر: 91).
53 ((باب إسلام سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه)) أي: هذا باب في ذكر شيء فيه دلالة على إسلام سلمان الفارسي، وقد مضى في كتاب البيوع في: باب الشراء من المشركين كيفية إسلام سلمان ومكاتبته وقصته مشهورة وولاه عمر، رضي الله تعالى عنه، العراق وكان يعمل في الخوص بيده فيأكل منه، عاش مائتين وخمسين سنة بلا خلاف. وقيل ثلاثمائة وخمسين، وقيل إنه أدرك وحي عيسى بن مريم، عليهما السلام، ومات بالمداين سنة ست وثلاثين.
3946 حدثني الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا معتمر قال أبي ح وحدثنا أبو عثمان عن سلمان الفارسي أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب.
ليس فيه شيء يدل على الترجمة إلا أن يقال: إن تداوله هذا العدد من واحد إلى واحد إنما كان لطلب الإسلام، فبهذا المقدرا تحصل المطابقة. ومعتمر بن سليمان التيمي. قوله: (وحدثنا)، بالواو إشعارا بأنه حدثه غير ذلك أيضا، وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل بضم الميم وكسرها النهدي، بفتح النون التابعي. قوله: (إنه تداوله)، أي: تداولته الأيدي أي: أخذته هذه مرة وهذه مرة، والرب السيد والمالك، وأراد به سلمان المالك.
3947 حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عوف عن أبي عثمان قال سمعت سلمان رضي الله تعالى عنه يقول أنا من رام هرمز.
سفيان هو ابن عيينة، وعوف هو الأعرابي. قوله: (من رام هرمز)، بالراء وضم الميم وبالميم وبالزاي، وقيل: إنه بفتح الميم الأولى، وهي بلدة بخوزستان، بضم الخاء المعجمة وبالزاي من بلاد فارس قريب عراق العرب، وروى ابن عباس عن سلمان: أنه قال: كنت من أصبهان من قرية جي، بفتح الجيم وتشديد الياء، وكان أبي دهقانا.
3948 حدثني الحسن بن مدرك حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة.
هذا لا تعلق له بالترجمة، وكذلك الذي قبله، وإنما ذكرهما اتفاقا لكونهما يتعلقان به، وقال الكرماني: تعلق هذه الأحاديث بإسلامه يعني: أنه أسلم بعد تداول بضعة عشر ربا وبعد هجرته عن وطنه وبعد عيشه مدة طويلة، والحسن بن مدرك بلفظ اسم الفاعل من الإدراك مر في آخر الحيض، وأبو عوانة الوضاح اليشكري، وقد مر غير مرة، والمراد بالفطرة المدة التي لا يبعث فيها رسول من الله تعالى، ولا يمتنع أن يكون فيها نبي يدعو إلى شريعة الرسول الأخير. قلت: من الأنبياء في الفترة: حنظلة بن صفوان نبي أصحاب الرس، قال ابن عباس: كان من ولد إسماعيل، عليه السلام، وكان في فترة، ومنهم: خالد بن سنان العبسي، وروى الطبراني بإسناده عن ابن عباس، قال: جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»