عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٢٣٦
مفعوله وفي رواية النسفي ' وألق السكينة ' بحذف النون وبالألف واللام في السكينة قوله ' إنا إذا صيح بنا أتينا ' من الإتيان أي إذا دعينا للقتال أو إلى الحق جئنا وقال الكرماني ' أبينا ' في بعض الروايات من الإباء ومعناه إذا دعينا إلى غير الحق أبينا أي امتنعنا عنه قيل هذه رواية النسفي قوله ' وبالصياح ' عولوا علينا أي وبالصوت العالي قصدونا واستغاثوا يقال عولت على فلان وعولت بفلان أي استعنت به ووقع عند أحمد من الزيادة في هذا الرجز في حديث إياس بن سلمة عن أبيه وهو قوله * إن الذين قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا * * ونحن عن فضل الله ما استغنينا * قوله ' من هذا السائق ' أي من هذا الذي يسوق الإبل ويحدو قالوا عامر بن الأكوع يعني عم سلمة فإن قيل قد مضى في الجهاد أن رسول الله هو الذي كان يقولها في حفر الخندق وأنها من أراجيز عبد الله بن رواحة وأجيب بعدم المنافاة بينهما لاحتمال التوارد قوله ' قال يرحمه الله ' أي قال النبي يرحم الله عامرا وفي رواية إياس بن سلمة فقال غفر لك ربك قال وما استغفر رسول الله لإنسان يخصه إلا استشهد قوله ' قال رجل من القوم ' هذا الرجل هو عمر رضي الله تعالى عنه سماه مسلم في رواية إياس بن سلمة ولفظه فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل يا نبي الله لولا متعتنا بعامر قوله ' وجبت ' أي وجبت الجنة له ببركة دعائك له وقيل وجبت له الشهادة بدعائك قوله ' لولا أمتعتنا به ' أي هلا أبقيته لنا لنتمتع بعامر يعني بشجاعته ويروى لولا متعتنا به من التمتع وهو الترفه إلى مدة ومنه في الدعاء يقال متعني الله بك قوله ' فحصرناهم ' أي حصرنا أهل خيبر ويروى فحاصرناهم وقال ابن إسحاق أول حصون خيبر فتحا حصن ناعم وعنده قتل محمود بن سلمة ألقيت عليه رحى منه فقتلته قوله ' مخمصة ' بفتح الميم أي مجاعة قوله ' على لحم ' أي توقد النيران على لحم قوله ' على أي لحم ' أي على أي لحم من أنواع اللحوم توقدونها قوله ' قالوا لحم حمر ' يجوز في لفظ لحم الرفع والنصب فالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هو لحم حمر والنصب بنزع الخافض والتقدير على لحم حمر والحمر بضمتين جمع حمار قوله ' الإنسية ' بالجر صفة حمر وهو بكسر الهمزة وسكون النون وكسر السين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف نسبة الحمر إلى الإنس ومعناه الحمر الأهلية وفي المطالع الأنسية بفتح الهمزة وفتح النون كذا ذكره البخاري عن ابن أبي أويس وكذا قيدناه عن الشيخ أبي بحر في مسلم وكذا قيده الأصيلي وابن السكن وأبو ذر وأكثر روايات الشيوخ فيه بكسر الهمزة وسكون النون وكلاهما صحيح وأما الأنس بفتح الهمزة والنون فهم الناس وكذلك الإنس قوله ' أهريقوها ' أي أريقوها والهاء فيه زائدة ويروى بدون الهمزة هريقوها قوله ' واكسروها ' وقد تقدم في المظالم قال اكسروها واهريقوها قوله أو نهريقها ونغسلها وفي المظالم قالوا ألا نهريقها ونغسلها قال اغسلوها وهنا قال أو ذاك أي أو الغسل ومر الكلام فيه هناك قوله سيف عامر وهو عامر بن الأكوع المذكور فيه وفي رواية إياس بن سلمة قال فلما قدمنا خيبر خرج ملكهم مرحبا يخطر بسيفه يقول * قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب * * إذا الحروب أقبلت تلهب * قال فبرز له عامر فقال * قد علمت خيبر أني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر * قال فاختلفنا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فذهب عامر يسفل له أي يضربه من أسفل فرجع سيفه على نفسه قوله ذباب سيفه وهو طرفه الذي يضرب به وقيل ذباب السيف حده قوله عين ركبة عامر أي رأس ركبته فمات منه قوله فلما قفلوا أي رجعوا من خيبر قوله وهو آخذ بيدي هكذا هو رواية الكشميهني بيدي بالباء الموحدة وفي رواية غيره يدي بدون الباء قوله حبط عمله أي عمل عامر لأنه قتل نفسه قوله أن له لأجرين وهما أجر الجهد في الطاعة وأجر المجاهدة في سبيل الله واللام فيه للتأكيد وهو رواية الكشميهني وفي رواية غيره أجرين بدون اللام قوله لجاهد مجاهد اللام فيه للتأكيد وجاهد اسم فاعل من جهد ومجاهد اسم فاعل أيضا من جاهد وروى أبو ذر عن الحموي والمستملي لجاهد وجاهد بلفظ الماضي
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»