عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٤٣
أخو خوات بن جبير بن النعمان لأبيه وأمه. قوله: (إن ظهرنا) أي: غلبناهم. قوله: (وإن رأيتموهم ظهروا علينا) وفي رواية زهير: وإن رأيتمونا تخطفنا الطير، وفي حديث ابن عباس رواه أحمد والطبراني والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم، أقامهم في موضع، ثم قال لهم: إحموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا. قوله: (يشتددن)، كذا هو في رواية الأكثرين، بفتح أوله وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق وبعدها دال مكسورة ثم أخرى ساكنة أي: يسرعن المشي، يقال: اشتد في مشيه إذا أسرع، وكذا في رواية الكشميهني وفي رواية زهير: وله رواية أخرى هنا: يسندن، بضم أوله وسكون السين المهملة بعدها نون مكسورة ودال مهملة، أي: يصعدن، يقال: أسند في الجبل يسند إذا صعد، وفي رواية الباقين: يشددن، بفتح أوله وسكون الشين المعجمة وضم الدال الأولى وسكون الثانية، وقال عياض: وقع للقابسي في الجهاد: يسندن، وكذا لابن السكن فيه، وفي الفضائل وعند الأصيلي والنسفي: يشدن بمعجمة ودال واحدة، وفي أبي داود: يصعدن. قوله: (رفعن عن سوقهن) ويروى: يرفعن، والسوق جمع: ساق، وذلك ليعينهن ذلك على سرعة الهروب. قوله: (قد بدت) أي: ظهرت (خلاخلهن) وهو جمع خلخال، كما أن الخلاخيل جمع خلخال وهما بمعنى واحد. قوله: (الغنيمة) بالنصب أي: خذوا الغنيمة، وقد ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ وفي رواية زهير: فقال عبد الله: أنسيتم ما قال لكم رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. قوله: (فلما أبوا صرف وجوههم) أي: تحيروا فلم يدروا أن يذهبون وأين يتوجهون. قوله: (فأصيب سبعون قتيلا) ولم يكن في عهده، صلى الله عليه وسلم، ملحمة هي أشد ولا أكثر قتلى من أحد. قوله: (وأشرف أبو سفيان) أي: اطلع أبو سفيان بن حرب رئيس المشركين يومئذ. قوله: (أفي القوم) الهمزة فيه للاستفهام للاستعلام. قوله: (أبقى الله عليك ما يحزنك) بالحاء المهملة والزاي والنون: من الحزن ويروى: ما يخزيك، بضم الياء وسكون الخاء المعجمة وكسر الزاي من: الخزي. قوله: (أعل هبل) أعل أمر من علا يعلو، و: هبل، بضم الهاء وتخفيف الباء الموحدة: اسم صنم كان في الكعبة وهو منادى حذف منه حرف النداء أي: يا هبل، قال ابن إسحاق: معناه ظهر دينك، وقال السهيلي: معناه زد علوا، وفي (التوضيح): أي: ليرتفع أمرك ويعز دينك فقد غلبت. قلت: كل هذا ليس معناه الحقيقي، ولكن في الواقع يرجع معناه إلى معناه إلى هذه المعاني، قال الكرماني: ما معنى أعل ولا علو في هبل، ثم أجاب بقوله: هو بمعنى العلى، أو المراد أعلى من كل شيء. انتهى. قلت: ظن أنه أعلى هبل، على وزن أفعل التفضيل، فلذلك سأل بما سأل وأجاب بما أجاب وهو واهم في هذا، والصواب ما ذكرناه. قوله: (العزى) وهو تأنيث الأعز بالزاي، وهو اسم صنم لقريش، ويقال: العزى سمرة كانت غطفان يعبدونها وبنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة، فبعث إليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، فهدم البيت وأحرق السمرة، وهو يقول:
* يا عزى كفرانك لا سبحانك * إني رأيت الله قد أهانك * قوله: (الله مولانا ولا مولى لكم) أي: الله ناصرنا ولا ناصر لكم. قوله: (يوم بيوم بدر) أي: هذا يوم بمقابلة يوم بدر، لأن في بدر قتل منهم سبعون، وفي أحد قتلوا سبعين من الصحابة، رضي الله تعالى عنهم. قوله: (والحرب سجال) يعني: ساجلة يعني: متداولة يوم لنا ويوم علينا. قوله: (وتجدون) وفي رواية الكشميهني: وستجدون. قوله: (مثلة) بضم الميم على وزن: فعلة، من مثل إذا قطع وجذع كما فعلوا بحمزة، رضي الله تعالى عنه. قال ابن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان، قال: خرجت هند والنسوة معها يمثلن بالقتلى يجذعن الآذان والأنوف حتى اتخذت هند من ذلك خدما وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها أي: اللاتي كن عليها لوحشي جزاء له على قتل حمزة، رضي الله تعالى عنه، وبقرت عن كبد حمزة، فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها. قوله: (لم آمر بها) أي: بالمثلة، وفي رواية ابن إسحاق! والله ما رضيت وما سخطت وما نهيت وما أمرت، وفي حديث ابن عباس: ولم يكن ذلك عن رأس سراتتا، ثم أدركته حمية الجاهلية، أما أنه إذ كان لم يكرهه. قوله: (ولم تسؤني) أي: والحال أن المثلة التي فعلوها لم تسؤني، وإن كنت ما أمرت.
4044 أخبرني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمر و عن جابر قال اصطبح الخمر يوم أحد
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»